"إنه ليس ههنا، لقد قام!" | Custodia Terrae Sanctae

"إنه ليس ههنا، لقد قام!"

"إن الموتَ والحياةَ قد تواجها، كثنائي مُبهر. ها إن قائد الحياة، رغم موته، يملكُ ويحيى. المسيح رجاؤنا قد قام، وسيسبق خاصته إلى الجليل".

بهذه الكلمات، يُعبّر النشيدُ اللاتيني الشهير الذي يلي القراءة الأولى ويسبق هلليلويا الفصحية،عن الفرح الذي ساد في هذا اليوم أنحاء كنيسة القيامة كلها.

فالمسيح حيّ! وما القبر الفارغ سوى علامةِ إنتصاره على الموت.

على المؤمن أن يعيش هذه الخبرة في القدس، كي يدرك مدى الفرح الذي يسود الإحتفال بسرّ الفداء.

توافد المؤمنون إلى كنيسة القيامة بأعداد كبيرة للمشاركة في القداس الإلهي الذي ترأسه غبطة البطريرك فؤاد الطوال. إنه احتفال شعبي كبير، يشارك فيه بعض أبناء الرعية اضافة إلى العديد من الحجاج والكهنة والرهبان الفرنسيسكان.

وكالعادة، سادت القبرَ المقدسَ أجواء احتفالية مميزة. فقد امتزج صوت الأجراس الأرثوذكسية بألحانالأرغن اللاتينياحتفالاً بأحد القيامة. ومن الجانب الآخر للقبر المقدس، أقام الأقباط أيضاً صلاتهم، بحضور العديد من الحجاج والزوّار، بينما احتفلالأرمن والسريان أيضاً بعيدهم.

فبالنسبة للكنائس الأرثوذكسية، هذا اليوم هو أحد الشعانين. هي فوضى تكتسي رغم ذلك لون الفرح، وتقول لنا بأن كنيسة القيامة هي كنيسة لجميع المؤمنين بالمسيح وبإنتصاره على الموت.

ترأس غبطة البطريرك أمام القبر الفارغ، القداس الإلهي المُرَتَّل والخاص بعيد الفصح المجيد. بينما أقيمتأيضاً داخل القبر، سلسلة من القداديس الإلهية المقروئة. احتفل بهذه القداديس كل من الأب الحارس ونائبه والقاصد الرسولي، المونسينيور جوزيبي لازاروتو. من ناحيتها، عبرت لنا احدى المتطوعات الفرنسيّات،إذ أتيحت لها المشاركة في أحد هذه القداديس، قائلة: "لقد كان أمراً مؤثراً للغاية. شعرت بنار تشتعل في داخلي. لمجرد أنني تواجدت هنا، في هذا اليوم، أمام المسيح الحاضر في القربان الأقدس...".

طاف الكهنة والرهبان والطلاب الإكليريكيون لدى نهاية القداس حول القبر المقدس، في دورة الأناجيل، التي تُقرأ خلالها رواية القيامة بحسب الأناجيل الأربع.

يستحيل على هذا القطيع المسيحي الصغير في الشرق الأوسط ألا يذهب بتفكيره في هذا اليوم إلى الإخوة المضطهدين في العراق وسوريا. كذلك رغب غبطة البطريرك أيضاً في أن يرسل إليهم برسالة تشجيع وثقة، إذ أعلن في عظته قائلاً: "فلنتسلح،أيهاالإخوةوالأخوات،بالإيمانوالشجاعةوفرحلقائنامعيسوع،كينعلنلجميعإخوتناالبشرقيامتهونصره. كمسيحيين،نحنمدعوونفيمنطقةالشرقالأوسطالتيتمزقهاالحروبوتلطخهاالدماء،إلىأننكونآيةمعرضةللرفض،وعلامةعلىالرجاءالذييتعدىكلشيء. مستقبلنافيهذهالمنطقةوهذاالعالمغيرمؤكدبليحيطبهالظلام،لكنعليناألاّنخاف،فالمسيحقدنبهنا،وهو"معناحتىنهايةالعالم".

لا ينتهي الفرح الفصحي يوم أحد القيامة. فقد جرت العادة في الكنيسة أن يحتفل المؤمنون بقيامة المسيح على مدى أسبوع كامل فيما تدعوه الليتورجية المقدسة بالثمانية الفصحية (ثمانية أيام). كل يوم من هذه الأيام هو احتفال. أما يوم الإثنين، فإن الإخوة الأصاغر سيتوجهون في حج إلى قرية عمواس، القبيبة.

يستمر احتفال الشعب المسيحي بسرّ الفداء في القبر المقدس على مدار العام، فالفرح لن ينقطع من هذا المكانأبداً بعد اليوم. لأن المسيح قد قام، حقّاً قام! ونحن نتمنى للجميع أعياداً فصحية مباركة!

Nicolas Kimmel