السلام لك أيها الصليب: لأنك كمال الدهور | Custodia Terrae Sanctae

السلام لك أيها الصليب: لأنك كمال الدهور

2012/09/14


الرابع عشر من أيلول هو احتفال الكنيسة بعيد رفع الصليب الكريم المحيي، ففي القدس، بلد الصلب والقيامة احتفل الرهبان الفرنسيسكان الذن انطلقوا يتقدمهم القواسون من دير المخلص باتجاه كنيسة القيامة. كان المؤمنون يحتشدون في كنيسة الجلجلة الواقعة على بعد أمتار قليلة من القبر المقدس بانتظار البدء بالقداس الإلهي.
ترأس هذا القداس الأب أرتيميو فيتوريس، النائب العام لحراسة الأرض المقدسة بمشاركة الأب فرغوس كلارك، رئيس دير القبر المقدس وعدد من الرهبان والكهنة.
ودخل الكاهن المحتفل بذخيرة الصليب المقدس ووضعها على الهيكل، أثناء نشيد الدخول "هوذا صليب خلاصنا، فبه خُلصنا وتحررنا".
وبعد تلاوة صلاة التسبيح لهذا العيد، بدأت الليتورجيا الإلهية بحسب الطقس اللاتيني. وركز الأب أرتيميو في عظته على "معنى الصليب، هذا الذي كان عارا وأصبح بموت يسوع عليه سرا ورمزا للخلاص". وأضاف: "إن الصليب هو محور إيماننا المسيحي، وكما قال القديس كيرلس الأورشليمي: إن يسوع المصلوب بذراعيه يضم العالم قاطبة. لذا فالجلجلة هي مركز الأرض كلها". وأشار إلى القديس فرنسيس الذي نقتدي بصلاته ونقول: نسجد لك أيها المسيح ونباركك لأنك بصليبك المقدس خلّصت العالم" فلننطلق على مثاله من الجلجلة إلى العالم... إلى التبشير بسر صليب الخلاص.

وفي ختام القداس الإلهي، نقل الأب أرتيميو فيتوريس ذخيرة الصليب المقدس في تطواف، على ألحان النشيد اللاتيني الشهير (Vexilla Regis) من هيكل الجلجلة إلى مذبح الظهور، أي ظهور القائم لمريم المجدلية. وبعدها توجه المشاركون لتقبيل الذخيرة المقدسة بكل رهبة وخشوع.

يرتبط عيد ارتفاع الصليب المقدس بإعادة خشبة الصليب من الأسر بعد أن تغلب هرقل على الفرس الذين كانوا قد غنموا خشبة الصليب المقدس لدى احتلالهم القدس وبقي هناك طيلة 14 سنة.
وكان الرومان من قبل قد ألقوا الخشبة المقدسة في حفرة كبيرة مجاورة للجلجلة، وأقاموا في المكان معبداً للإله الروماني فينوس ليمنعوا المسيحيين من زيارة الموضع وتكريم الصليب المقدس، حتى عام 326 عندما حضرت القديسة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير إلى أورشليم بحثا عن خشبة الصليب. وعندما تم العثور عليه، أمرت ببناء الكنيسة المعروفة إلى يومنا هذا بكنيسة القيامة.
ولكن كسرى ملك الفرس اجتاح القدس في سنة 614 م وأسر آلاف المسيحيين وفي مقدمتهم البطريرك زكريا، ونقلهم إلى فارس، وأخذ معه عود الصليب الكريم حتى عام 628 م حين استرده الإمبراطور البيزنطي هرقل. وهكذا أعاد هرقل رفع الصليب المقدس في القدس ومنذئذ تحتفل الكنيسة في 14 أيلول بهذا العيد.
والكنيسة تردد في احتفالاتها ما قاله بولس الرسول: ليس لنا أن نفتخر إلا بصليب المسيح. والجميع يصلي النشيد القديم: نحن أيضًا معشر الشعوب، نسجد لصليب ربنا يسوع المسيح. نحملك على أعناقنا أيها الصليب. يا عزاء المؤمنين. علامة الخلاص، السلام لك أيها الصليب كنز الخيرات، نور المشرق، السلام لك أيها الصليب لأنك ينبوع النعم، السلام لك أيها الصليب: لأنك كمال الدهور.