الكاريزما الفرنسيسكانية في وقت تغير فيه العصر | Custodia Terrae Sanctae

الكاريزما الفرنسيسكانية في وقت تغير فيه العصر

ان جمعية الإخوة الأصاغر الفرنسيسكانية، ومنذ عدة سنوات، تعيش خبرة تجديد، بالتفكير في جذورها الروحية الخاصة، ومن خلال اعادة البحث، وبطريقة أصيلة، عن اللقاء مع العالم المعاصر. ان اعادة اكتشاف “نعمة الجذور” ستكون بمثابة الحافز للنظر إلى الأمام، من أجل بناء مستقبل أفضل.

وحتى نصل إلى حافز فعال في هذا الاتجاه، فقد استقبلت الحراسة زيارة الأخ مسّيمو فوزاريلّي الفرنسيسكاني، السكرتير العام للتنشأة والتعليم في جمعية الأخوة الأصاغر، خلال دورة قصيرة ولكن مركزة من المحاضرات. قام الأخ مسّيمو بتنشيط عدة لقاءات مع الجماعات الرهبانية في الناصرة وبيت لحم، حول موضوع: “اعادة توحيد عطية الدعوة مع الحياة”، حيث قدّم تفكيرا حاذقا وبسيط الفهم حول موضوع الدعوة الفرنسيسكانية.
في القدس، أقام الأخ مسيمو محاضرة حول موضوع أكثر اتساعا. فسعة قاعة الصدف كادت أن تكون غير كافية لاستقبال جميع الحضور. الكثير من الإخوة، والراهبات والعلمانيين كانوا حاضرين، يجذبهم موضوع المحاضرة وشهرة من يلقيها. أما التفكير، سهل الفهم، تركز حول موضوع: “الكاريزما الفرنسيسكانية في تغير العصر الحاضر.”. نستطيع أن نفهم آنية الكاريزما الفرنسيسكانية فقط “إذا استطعنا أن ننظر بشكل خاص لتصفحنا الإنجيل لفهمه، منطلقين من الخبرة المعاشة، أكثر من انطلاقنا من فكرة أو لاهوت.”.

وصف لنا المحاضر، منطلقا من هذه البديهة البدائية، رؤية العالم على أنه قابل بأن نراه بنظرة ايجابية كما والثقافات التي تسكن فيه. نظر القديس فرنسيس إلى العالم على ضوء نور المحبة الانجيلية، كونه انسان من العالم الآخر، لكنه “منغمس جيدا في زمانه كونه حاج وغريب، وَجَّه حياته نحو المدينة المستقبلية، التي أنشأها الله نفسه ولم تصنعها يد البشر.” بهذا الموقف النبوي بأن نرى العالم بنور الله تظهر المقدرة الفرنسيسكانية على العيش في الأحوال التاريخية المتعددة، متغلبة على التحديات التي لا تنفك أن تتوالى في الظهور أمامها. أشار المحاضر إلى بعض العناصر المركزية في الروحانية الفرنسيسكانية، الضرورية كي نعيش في زماننا فنجعله خصبا بالحياة الانجيلية، بين أخرى كثيرة ممكنة:
1. اللقاء مع البرص، التي كانت لحظة قرار بالنسبة لدعوة فرنسيس الشاب، والتي ظهرت كنموذج للقاء مع الله من خلال الالتقاء بالإخوة.
2. خبرة العمل، التي تظهر كميزة أصيلة للتجديد الفرنسيسكاني.كان العمل بالنسبة للاخوة الأولين طريق لعيش البعد الاجتماعي واعطاء مثل مشع للحياة في الايمان.
3. محبة الخليقة، التي لا يجب تقليصها إلى حد التيار البيئي العادي، والذي هو على قائمة "الموضا" لهذا العصر، ولكن على أنه إجلاء لغنى الكون، الذي أرتئي أن يكون مدينة للانسان، وفرصة لعيش المغفرة والمصالحة. يمر التناغم الحقيقي مع الخليقة من خلال السلام مع البشر. بسسب ذلك، فإن ديناميكية السلام تمر من خلال التوبة، التي تظهر على أنها "العودة"“التي تنقل الانسان من حياة الغريزة التي مركزها "الأنا" إلى حياة خاضعة بالتمام ومسلمة نفسها لسيادة الرب الاله.”

تم طرح ثلاثة أسئلة من الإخوة، على المحاضر، مظهرة المدى الذي تظهر به هذه المواضيع على أنها حيوية من أجل مستقبل الحياة الفرنسيسكانية ومن أجل نقل أكثر فعالية للانجيل دائما. في مسيرة الايمان، ما من أحد يستطيع أن يكون في وهم الوصول إلى منتصف الشوط. فهو أيضا خلاصي، أن نعرف كيف نضع أنفسنا في تساؤل حول مسيرتنا، باحثين عن أساليب حياة أكثر أصالة وخلاّقة.

الأخ كارلو سيرّي الفرنسيسكاني