الكاردينال يوسف زين يترك رسالة إلى مسيحيي الأرض المقدّسة | Custodia Terrae Sanctae

الكاردينال يوسف زين يترك رسالة إلى مسيحيي الأرض المقدّسة

بمناسبة السنة البولصيّة (أي سنة القديس بولس)، منحنا الكاردينال زين، رئيس أساقفة هونج كونج، لقاءً لبضع دقائق. ان المسيحية في الصين، تشترك مع المسيحية في الأرض المقدّسة في نقطة مشتركة. فكل منهما تشكل 1,5 % من التعداد السكاني، لكن ما يعادل 200,000 مسيحي هنا، و 25 مليون هناك.


يا صاحب النيافة، هل هذه هي المرّة الأولى التي تزور فيها الأرض المقدّسة؟
لا، ليست المرة الأولى ولكن الثالثة. إلا أن المرتين السابقتين، كانتا قبل ما يزيد على 10 سنوات.

وما هو شعورك؟
إنه، على حسب تقديري، شعور أي مؤمن في العالم، الفرح والانفعال بأن نطأ أرض يسوع.

قلت البارحة أنك ستمثل كل الشعب الصيني؟
نعم، فقلة هم من يستطيع المجيء خاصة للمشاركة في مثل هذه المراسيم الخاصة بالمكان الذي تحتفل فيه. انها فرصة فريدة، أن نستذكر عماد المسيح في المكان عينه الذي تمت فيه.

ما هي حقيقة الوضع بالنسبة للمسيحيين في الصين؟
حتى الآن، ما من حرية حقيقية للكنيسة في الصين. بالتأكيد، فهناك كنائس مفتوحة، حيث يمكن الذهاب للصلاة، لكن الحكم في الكنيسة، أي القيادة، ليست في يد الأساقفة. انه حقا لأمر محزن، وهذا لا يتوافق وأنظمة الكنيسة. قام الأب الأقدس بكتابة ذلك، في رسالته إلى كنيسة الصين [1]. نتمنى على قادة الشعوب أن يفهموا بأن حرية الكنيسة هي ليست ذات فائدة للكنيسة فحسب، ولكن أيضا للحكومات نفسها.

يتم الحديث عن 10 ملايين من المسيحيين في الصين، هل يعبر هذا الرقم عن الواقع؟
لا أعلم بالضبط، وما من أحد يستطيع ذلك [2]إلا أن ما هو أكيد، هو أن عددهم أكثر بكثير مما تدعيه السلطات الصينية باستمرار، التي تعترف بوجود 5 ملايين كاثوليكي. (بحسب مصدر موثوق، فإن عدد الكاثوليك يصل إلى حوالي 10 ملايين، وتجب اضافة 15 مليون (على الأقل) من البروتيستانت).

ماذا تمثل الأرض المقدسة بالنسبة لمسيحيي الصين؟
مرّة أخرى، أكرر أنه نفس الأمر كما لسائر مسيحيي العالم. أتمنى أن يجيء يوم يستطيع فيه جميع مؤمنينا المجيء إلى هنا بحرية.

هل لديك رسالة لهذه الأقلية الأخرى، أي مسيحيي الأرض المقدّسة؟
بالتأكيد، فاننا أقلية معا لكن لدينا فرصة، هي أن كلمة الله قد أوحيت لنا أيضا. انه كنزنا، وميزتنا. وعلينا أن نكون مستعدين كي نتألم، كما تألم المسيح نفسه.

ماذا يستطيع مسيحيو الأرض المقدسة أن يفعلوا من أجل مسيحيي الصين؟
من أقلية إلى أقلية، واجبنا هو الصلاة أحدنا للآخر. إنه أفضل ما نستطيع أن نعمل.

ماري أرميل بوليو


الصينيون في الأرض المقدّسة
منذ سنة أو سنتين، تتزايد السياحة الصينية بشكل خاص إلى الأرض المقدّسة. الآلاف من الصينيين يقومون سنويا بزيارة البلاد حيث ينقصهم أدلاء سياحيون يتكلمون لغة جوآنهوآ (ماداربن) وهي واحدة من ال7 لغات الأكثر انتشارا في الصين (يتقن الكاردينال زين ثلاثا منها).
ان هؤلاء السياح ليسوا فقط من المسيحيين، حيث أن هنالك حفنة من اليهود الذين يقيمون في الصين (يتم الحديث عن 600 عائلة متفرقة في كايفينج وكانتون وشانجهاي) يتم تشجيع هذه السياحة بشكل رئيسي من خلال علاقة التوأمة التي تجمع شنجهاي (13 مليون مواطن) وحيفا، اللتين احتفلتا كلتيهما في هذا العام بمرور 15 عاما.
أما عن العلاقات السياسية التي تربط جمهورية الصين الشعبية ودولة إسرائيل، فانها تعود إلى العام 1992. إلا أنها تتحسن من عام إلى آخر، حيث ترى كل من الحكومتين مصالح متعددة وأكيدة.

موقع الحراسة يتم ارتياده في الصين
تظهر احصائيات موقع حراسة الأراضي المقدسة على شبكة الانترنت، الذي فعل منذ 8 شهور، أن قد تم ارتياده في الصين وتايوان وهونج كونج.
لكن بالنسبة إلى مسيحيي الصين، الذين لا يستطيعون بعد المجيء، تقوم الحراسة باعداد ترجمة للموقع باللغة الصينية. انه على الطريق.
وبحسب مصادر موثوقة، فإنه من الممكن أن يتم تثبيط فتح الموقع في الصين من قبل السلطات الصينية، كما هو حال بعض المواقع العالمية. وأسوأ ما يمكن أن يحدث، هو ما يحدث مع موقع الفاتيكان، حيث أنه يظهر على الشبكة بطريقة متناوبة، يوم نعم، ويوم لا.
يحب الشعب الصيني الأنترنت ويستخدمونه بشكل جماعي. فاذا ما نالت احدى المقالات اعجاب أحدهم، فإنه يصورها ويوزعها بشكل واسع.


[1] "خلال السنوات الأخيرة، ولأسباب متعددة، قابلتكم، أيها الإخوة الأساقفة، صعوبات، لأن أشخاصا "غير مرسومين" وأحيانا غير معمدين أصلا، هم من يتحكمون ويأخذون قرارات تختص بمسائل كنسية هامة، ومنها تعيين الأساقفة، باسم هيئات حكومية متعددة" بندكتوس السادس عشر في رسالته إلى مسيحيي الصين النص بالكامل تجدونه على موقع الفاتيكان
[2] هناك كنيسة واحدة في الصين لكن لها وجهان: الوجه الأول هو الكنيسة الرسمية، التي يتم تسجيل أعضاءها؛ والوجه الثاني هو الكنيسة الخفية التي لا تصل اليها الاحصائيات. وقد ألح الأب الأقدس في رسالته على أهمية المصالحة التي يجب أن تقوم بين الكنيستين وتفضيل العمل المشترك. ولم تكن هناك أي دعوة حتى يعلن مسيحيو الكنيسة الخفية عن أنفسهم.