الحضور الفرنسيسكاني في الأراضي المقدسة | Custodia Terrae Sanctae

الحضور الفرنسيسكاني في الأراضي المقدسة

2012/10/03

الاثنين 1 من تشرين الأول الساعة الثامنة مساء، دعا نادي عائلة البشارة للاتين في الناصرة إلى محاضرة ألقاها الأب حليم نجيم الرئيس الإقليمي للآباء الفرنسيسكان في لبنان وسوريا والأردن حول "موضوع الحضور الفرنسيسكاني في الأراضي المقدسة، وتحديدا في الناصرة"، بمناسبة حلول عيد القديس فرنسيس الأسيزي مؤسس الرهبنة الفرنسيسكانية. حضر العديد من الكهنة والعلمانيين من مختلف الرعايا.
افتتحت الأمسية بعرض كشفي قدمته سرية كشافة ومرشدات البشارة للاتين، بعدها قدم رئيس النادي المهندس أسامة كرام، كلمة رحب فيها بالحضور وأكد على دور الرهبنة الفرنسيسكانية في تثبيت العقيدة الكاثوليكية في هذه البلاد، والفضل الكبير في استرداد والمحافظة على الأماكن والمواقع المقدّسة على مدى ثمانية عقود. وقال إن الرهبنة الفرنسيسكانية عاشت وتفاعلت مع سكّان هذه البلاد بكل فئاتها، واجتازوا معا فترات عصيبة جدّا وعملت على تقوية الروح المسيحية بين الرعايا واهتمّت بشؤونهم الدينية وبتثبتهم في هذه البلاد. وأكد على دور مدارس تيراسنطه، كمشروع تربوي تعليمي كبير قامت بتأسيسه هذه الرهبنة، والذي خرّج حتى الآن آلاف الطلاب على مدى قرون، وقامت باستيعابهم من كل فئات المجتمع مما ساعد على اندماجهم في مجتمعهم وكسر روح التعصّب الفئوية البغيضة.
حاورا الأب حليم نجيم السيدة عرين داي والسيد الياس خليفه حول الحضور الفرنسيسكاني، وركز الأب نجيم في الحوار على مغارة البشارة، وهي ما يعرف ببيت مريم، ثم كنيسة البشارة والمدرسة. وتطرق إلى التطورات التاريخية التي طرأت على هذه المواقع ما بين الحروب الصليبية والقرن الثامن عشر. وأشار الأب نجيم إلى معاناة الرهبان والتضييق الذي لاقوه من السلطات العثمانية واحتجازها لأموال الكنيسة وما تعرض له الرهبان من تعذيب وضرب وحرمان. ورغم أنهم قاسوا الأمرين فقد صمدوا محافظين على الأماكن المقدسة، وصانوا المقدسات وخدموا الرعايا التي واجهت الاضطهاد أيضا.
وأضاف الأب نجيم إلى أن الرهبان الفرنسيسكان تواجدوا في هذه البلاد وخاصة في الناصرة منذ فترة طويلة، ولكن في عام 1620 منحهم الأمير فخر الدين المعني المغارة بواسطة أمر من المحكمة الشرعية في صفد، وبعد عشر سنوات أتيح لهم بناء أول كنيسة فوق المغارة.
وتطرق الأب نجيم إلى المدرسة وقال إنها لا تزال تخدم سكان الناصرة والقضاء منذ القرن السادس عشر، وهي تقدم رسالة تربوية سامية في تربية الأجيال ومحافظتها وترسيخها لتعليم اللغة العربية في أوساط المثقفين والكتاب.
وكان الأب حليم نجيم مديرا لهذه المدرسة ما بين الأعوام 2001- 2006 حتى انتقل ليعمل رئيسا إقليميا للآباء الفرنسيسكان. وانتهزنا المناسبة لنسأل الأب نجيم عن أوضاع الفرنسيسكان والمسيحيين عامة في سوريا فقال: إن الأوضاع في سوريا غير مريحة، وغير سهلة كما يتصورها البعض، بل هي أخطر بكثير، بحيث تنبئ بحرب أهلية أو دينية قادمة، ونطلب من الله أن ينجينا من شرها.
وتخلل اللقاء عرض مصور عن تاريخ الفرنسيسكان وتراتيل دينية وأناشيد قدمها الأب رفائيل والسيدة جاكلين فران، وكانت الكلمة الاخيرة لقدس الأب أمجد صبارة كاهن الرعية الذي شكر الأب حليم وأكد على دور الفرنسيسكان في دعم الحوار بين الأديان وتعزيز التعايش بين أبناء الشعب.
وجدير بالذكر أن نادي البشارة للاتين في الناصرة يضم حوالي 70 عائلة تمارس نشاطاتها الرعوية والاجتماعية المختلفة، وتلتقي العائلات كل أسبوعين في هذا النادي. ومن النشاطات التي أعلنها النادي هذه الأيام كانت مسابقة قطرية في معرفة الكتاب المقدس، بين طلاب المدارس.