الأحد الأول من زمن المجيء في بيت لحم | Custodia Terrae Sanctae

الأحد الأول من زمن المجيء في بيت لحم

>بمناسبة حلول الأحد الأول من زمن المجيء، قام حارس الأراضي المقدسة، الأخ بييرباتيستا بيتسابالا، بالدخول إحتفاليا الى مدينة بيت لحم يوم 28 تشرين الثاني 2009. توقف موكب الحارس، كما جرت العادة، في دير مار إلياس قبل الدخول الى المدينة، حيث قام بتحيته رئيسا بلدتي وسكان المدينتين المجاورتين لبيت لحم: بيت ساحور وبيت جالا، ثم تابع الموكب سيره في طريق البطاركة القديم، إذ أن الموكب لا يعبر من نقطة التفتيش الاعتيادية، بل يمر عبر الأراضي التي تعتبر اليوم تابعة للمنطقة الاسرائيلية في الجانب الآخر من الجدار التي تحيط بقبر راحيل، وذلك لاحترام ما تنص عليه قواعد نظام الستاتو كوو.

كان في انتظار الأب الحارس، لدى وصوله الى ساحة المهد، كاهن الرعية، الأب صموئيل فهيم، تحيط به السلطات المدنية المحلية.

دخل الأب الحارس بازيليكا المهد من "باب التواضع" حيث ألقى التحية على رئيس جماعة الروم الأرثوذكس هناك، ثم تابع سيره متوجهاً الى رواق الآباء الفرنسيسكان، حيث استقبله رئيس دير بيت لحم، الأخ "جيرسي كراج" في كنيسة القديسة كاترينا، على أنغام نشيد الشكر والحمد " Te Deum". وبعد منح البركة الاحتفالية للجميع، تقدم العديد من أبناء الرعية الذين شاركوا في الرتبة لتقديم التهاني للأب الحارس يحيط به نائبه، الأخ "أرتيميو فيتّوريس"، ووكيل الحراسة، الأخ "دوبرومير جازتال"، ورئيس دير بيت لحم وكاهن رعيتها كما ومجموعة من الإخوة الرهبان من دير بيت لحم. تكتسي هذه الرتبة طابعاً رسمياً وعائلياً في ذات الوقت. فمع أنها تتبع بشكل صارم المتطلبات التي يفرضها نظام الستاتو كوو، إلا أن السكان المحليين يعيشونها كونها مظهراً من مظاهر العناية التي تخصهم الحراسة بها منذ قرون، وبالنسبة لهم، فإن حضورهم ومشاركتهم ليعبران عن شكرهم الرسمي للحراسة ممثلة بالأب الحارس شخصياً.

أما الاخوة الفرنسيسكان الذين جاؤوا من القدس، فقد تناولوا معاً طعام الغداء الاحتفالي، ليتوجوهوا مباشرة بعد ذلك الى الكنيسة للاحتفال بصلاة الغروب، التي أضاؤوا خلالها شمعة زمن المجيء الأولى. في هذه السنة، أراد الفرنسيسكان أن يعطوا لهذه العلامة معنى خاصّاً يُحيون به الذكرى 800 على تأسيس جمعيتهم الرهبانية: "نود لو يشع هذا النور كالشمس ليرشدنا الى طريق قداستنا الشخصية، وهكذا، فإن هبة الإنجيل الذي هو أساس حياتنا الأخوية الرهبانية، يصبح هبة لكل إنسان."

وفي وقت لاحق من عصر هذا اليوم، إجتمع الاخوة الفرنسيسكان من جديد في الكنيسة للإحتفال بفرض القراءات.

في اليوم التالي، الأحد 29 تشرين الثاني، اجتمع عدد كبير من أبناء الرعية للمشاركة بقداس الأحد الذي يقام في تمام الساعة التاسعة صباحاً، ليحتفلوا ببداية سنة ليتورجية (كنسية) جديدة، وأيضاً بعيد شفيعة الرعية: القديسة كاترينا. عند نهاية القداس الالهي، لم يغفل الأب كاهن الرعية عن تقديم الشكر لإثنين من فرسان القبر المقدس، البولنديي الجنسية، الذين قدما الدعم المادي اللازم لإتمام أعمال الترميم والتجديد التي أقيمت في مبنى الكنيسة، حيث أعيد طلاؤها، وتم تزويدها بنظام إضاءة جديد يتناسب بشكل أكبر وهندسة البناء المعمارية. وتعبيراً عن شكره، قدم حارس الأراضي المقدسة لهما ميدالية " Grato animo " التي تُقدم عادة لكبار المحسنين الى الحراسة، فصفق أبناء الرعية تصفيقاً حارّاً معبرين أيضاً عن فرحهم لرؤية كنيستهم وقد أضائتها إنارة جديدة.

ماري أرميل بوليو.