إفتتاح معرض بولس السادس في القدس بنجاح | Custodia Terrae Sanctae

إفتتاح معرض بولس السادس في القدس بنجاح

إحتفلت حراسة الأراضي المقدسة مساء السادس من آذار الجاري بإفتتاح معرضها الذي خصصته لعرض صور من زيارة الحج التي قام بها البابا بولس السادس إلى الأرض المقدسة قبل خمسين عاماً. ألقى الأب أغوسطينو كلمة رحب فيها بصاحب السيادة المونسينيور لازاروتّو، القاصد الرسولي في القدس، وبسائر الكهنة والأساقفة الشرقيين، الذين جاؤوا ليشاركوا الرهبان الفرنسيسكان في إفتتاح المعرض. تابع من ثم الأب أغوسطينوكلمته مقدما المعرض الذي سيقام ليس فقط في دير المخلص، ولكنأيضاً في جميع المزارات المقدسة التي قام البابا بولس السادس بزيارتها، وفي مركز الإستعلامات المسيحي (باب الخليل)، حيث ستعرض، إضافة إلى الصور، مجموعة من الهدايا والقطع التذكارية التي قدمها البابا بولس السادس للأرض المقدسة أثناء حجه.

أشار الأب أغوسطينو كذلك إلى المؤسسات الأربعة التي تم إنشاؤها في الأرض المقدسة عقب زيارة البابا بولس السادس. فتحدث أولا عن مركز الطنطور للحوار المسكوني؛ ومن ثم عن مؤسسة "إفتح" التي تستقبل في يومنا هذا ما يزيد على 170 طفلاًيعانون من مشاكل في حاسة السمع؛ وتكلّم أيضاً عن جامعة بيت لحم، وهي أول جامعة أسست في الضفة الغربية، وتستقبل أكثر من 140,500 شاب وشابة فلسطينيين. وتطرق الأب أغوسطينو أخيراًإلى مركز الإستعلامات المسيحي الذي يقع عند باب الخليل.

من ناحيتها، ألقت الأخت فريدا ناصر، من راهبات مار يوسف، كلمة قصيرة هي شهادة تعود إلى تلك الحقبة، إذ روت لنا الراهبة، كيف كانت تنتظر مع فتيات أخريات بفارغ الصبر، وصول البابا بولس السادس إلى بيت لحم. كانت الأخت فريدا قد إختيرت، مع إثنتي عشر فتاة أخرى، لإستقبال البابا، وقد وصفت لنا الأجواء غير الإعتيادية التي تميزت بها هذه الزيارة الحبرية: أجواء من الحماسة والفرح العارم دامت ثلاثة أيام متواصلة. وتأكيداً على ما جاء في هذه الشهادة الرائعة التي ألقتها الأخ فريدا، تم عرض مقطع من الفيديو يعود إلى تلك الحقبة، عُثِرَ عليه في أرشيفات الحراسة (بإمكانكم مشاهدة هذا المقطع هنا:https://www.youtube.com/watch?v=PSMalnpwkaY). إكتشف الجميع من خلال هذا المقطع مدينة القدس وقد كانت لا تزالريفية وتحت سيادة الجيش الأردني. شاهدنا أيضاً كم كان الشعب آنذاك متحمساً لإستقبال البابا الذي بدا بوضوح تأثره الشديد في كثير من المقاطع التي تظهره وهو يذرف الدموع عند وصوله إلى أحد المزارات المقدسة التي تشهد لحياة المسيح وموته.

ثم جاء دور الشهادة التي ألقتها إيريني بوشيتي، إحدى المتطوعات الإيطاليات لدى حراسة الأراضي المقدسة. هي إمرأة تشعر بالشغف عندما تنظر إلى شخصية البابا بولس السادس. عقدت إيريني مقارنة بين شخصيتي البابا بولس السادس والبابا فرنسيس، أثارت إهتمام الكثيرين ممن شاركوا في المعرض. ثمعادت للتحدث عن حبرية البابا بولس السادس وتأثيرها في إيطاليا آنذاك، فتطرقت إلى الدور الذي لعبه في إتمام أعمال المجمع الفاتيكاني الثاني، وأيضاً إلى قربه من الشعب. "في جميع المواقف الصعبة، أظهر بولس السادس، كما فرنسيس اليوم، تعاطفاً شديداً مع الأشخاص. هما بابوان يتميزان بالرحمة، يحسنان الأصغاء إلى الأشخاص المعاصرين لهما، ويحافظان على الحوار بين الرعاة ورعيتهم". شددت إيريني كذلك على الصدق والحرية اللذين يتميز بهما هذان البابوان، إذ أظهرا إدراكاً عميقاً لمشاكل الإنسان المعاصر والتساؤلات التي يطرحها.

أخيراً، ألقى الأب أليكساندر فينودراسكي، الممثل عن بطريركية الروم الأرثوذكس، كلمة ركز فيها على ما شكّل جوهر الزيارة التي قام بها البابا بولس السادس إلى القدس، ألا وهو اللقاء المسكوني مع بطريرك القسطنطينية الأرثوذكسي، أثيناغورس.لم يتردد الأب أليكساندر في شرح مدى الأهمية التي تميز بها هذا الحدث، إذ تم بعد 900 سنة من الإنفصال التام واللامبالاة بين الكنسيتين الشرقية والغربية. ركز الأب أليكسندر كذلك على اللفتات المتبادلة التي بها عبرت الكنيستان عن المصالحة التي تمت بينهما: فرُفِعَ الحرمانالذي كان قائماً بين الكنيستين منذ عام 1054، وقامت الكنيسة الكاثوليكية أيضاً، في عام 1965، بإعادة جسد القديس سابا إلىديره الشهير الذي أسسه في صحراء يهوذا. يكتسي هذا القديس في الكنيسة الشرقيّة أهميّة كبرى، ذلك أنه مَن وضع "التيبيكون" الخاص بالطقس البيزنطي، وهو بمثابة الرزنامة الليتورجية المتبعة في الكنيسة الأرثوذكسية، والتي إمتد تأثيرها إلى سائر الكنائس الشرقيّة.

إختُتم اللقاء بكلمة ألقاها كل من الأب بييرباتسيتا بيتسابالا، حارس الأراضي المقدسة، وصاحب السيادة المونسينيور لازاروتّو،وضّحا من خلالها بأن الحفاظ على جميع هذه الثروات التي جاءنا بها حج البابا بولس السادس إلى الأرض المقدسة، قد تمّ ولا شك بفضل الصلاة والمحبة؛ فهما فقط تستطيعان تحويل ما هو زمني إلى رسالة أبدية.

إنطلق الجمهور بعد ذلك لمشاهدة لوحات المعرض الأربعة عشروصور الأرشيف التي ألصقت عليها، إضافة إلى النصوص التي تم إقتباسها من الخطابات العديدة التي ألقاها بولس السادس أثناء زيارته. استطاع ضيوف الحراسة كذلك إلقاء نظرة على الهدايا القيمة التي قدمها البابا بولس السادس للأرض المقدسة أثناء زيارته (تاج وزهرة من الذهب لبيت لحم إضافة إلى غصن زيتون من الذهب للقبر المقدس).

E.R