11 حزيران: اختتام أعمال المجمع | Custodia Terrae Sanctae

11 حزيران: اختتام أعمال المجمع

إن مجمع حراسة الأراضي المقدّسة، الذي كان قد ابتدأ في 3 حزيران، قد وصل إلى ختامه. وقد دارت ساعات هذا النهار حول أربع أوقات مهمّة.

أولاً، زيارة غبطة البطريرك ميشيل صبّاح، بطريرك القدس، يرافقه الأسقف المساعد المونسنيور فؤاد طوال. بعد الاستقبال الذي قام به الأب الحارس، توجه المونسنيور صبّاح بخطاب كثيف ومنظّم إلى الجمع. أراد قبل كلّ شيء أن يعبّر عن عرفان الجميل الذي تجمله الكنيسة المحليّة للحماية التي يقدّمها الإخوة الفرنسيسكان للأماكن المقدّسة، ولخدمتهم الرعويّة. وقد بيّن أهميّة العلاقة التي توجد بين الأماكن المقدّسة والأبرشيّة. سأل البطريرك نفسه عن ماهيّة الحاجات الرعويّة التي توجد في الكنيسة وعن الطريقة التي قد تكون أفضل للردّ على حاجات الناس. إن أرضنا تطّبع بوضع شديد الصلابة من ناحيّة المواجهات والآلام. وإن الكنيسة، بمختلف مقوّماتها، لمدعوة للعمل على إقرار السلام، الأمر الذي لن يعطي ثماراً ما لم يمر من خلال عمليّة تبشير جديدة بالإنجيل. الأمر يعود إلينا بأن نساعد مؤمنينا على السير في طريق المصالحة. وقد تعمّق غبطته بعد ذلك، بتفكير عميق فيما يختّص بالتنشئة والخدمة الكهنوتيّة، مشيراً إلى طرق ملموسة للعمل الرعوي والروحانيّة الكهنوتيّة. أما الوقت الثاني المهم فقد كان إقرار المجمع للتداولات النهائيّة والانتخابات. الاقتراحات المتعدّدة التي تخصّ حياة الإيمان، الأُخوة والرسالة، كان تقريباً موافق عليها بالإجماع معظم الوقت، واضعين بالوضوح توجّهاً مشتركاً بين مختلف المشتركين في المجمع.

إن إقرار أي مقالة كان يسبقه نوع من النقاش الذي سمح بنظرة تعيد تعريف وتعديل النصوص التي تم اقتراحها من قبل المفوضيّة المجمعيّة. تعتمد طريق الحراسة في المستقبل على هذه التوجّهات وعلى تطبيقها الحقيقي. وقد اختتم النهار بالاحتفال بصلاة الغروب في كنيسة القدّيسة كاترينا.

من خلال تأمّله برواية تلميذي عمّاوس بحسب القدّيس لوقا، توجّه الحارس برسالته الختاميّة للإخوة. لقد كان المجمع، وبدون شكّ، زمن نعمة الذي من خلاله ساعدنا الروح القدس على استقصاء علامات الأزمنة للردّ على السؤال: "يا ربّ، ماذا تريد منّا أن نعمل في الأرض المقدّسة؟"

إن هذا الزمن الدراماتيكي والذي نلمس فيه أيضاُ العناية الإلهية، يتطلّب منّا نحن الذين نعيش فيه، أن نضع أنفسنا في موقف الانفتاح على العالم، باحثين في كلمة الله عن النور الذي يجعلنا قادرين على أن نفهم المعنى العميق للتاريخ.

فعلى مثال تلميذي عمّاوس، لا يرحمنا لا التعب من الطريق ولا الشكّ ولا الهم ولا حتّى تجربة فقدان الأمل. لكنّ ما يريد الربّ، هو أن نتقدّم في خضمّ هذه الصعاب، حتى نتعرّف عليه بعد ذلك، هو الحاضر والعامل فيما بيننا. تتطلب طريق الإيمان الإنجيلي دائماً، تمييزاً روحيّاً والذي يجعلنا ندرك الحكمة الإلهية التي تقود خطواتنا. وحتّى الأحداث الأكثر مادّيّة، والتي قد تظهر بعيدة عن الإيمان، تكون في الواقع دعوة إلى اكتشاف قوة محبّة الله، التي تحيط بكلّ شيء. أرانا المجمع، أنه مع كل الضعفات الإنسانية، فإن اليقين الذي يمنحه الإيمان متجذّرٌ في قلبنا. في السنين الثلاث القادمة، يجب علينا أن نسير معاً متمّمين الرسالة التي أودعنا الربّ إياها.

علينا أن نحسّن نوعيّة حياتنا الإيمانية، كما وعلينا أن نطوّر مشروع تنشئة دائمة ذا فاعليّة، وأخيراً، علينا أيضاً أن نعمل بطرقة أكثر فاعليّة على التبشير بالإنجيل. يكون هذا كلّه ممكناً، إذا ما عرفنا أن نطابق جميع اختياراتنا على مثال ذلك الذي أحبّنا حتى أنه بذل حياته من أجلنا. إن الرغبة الكبيرة لهذا المجمع، هي أن نعرف محبّة الربّ بالكامل.