عيد الجسد: "ذكرى وحنين وتوبة" | Custodia Terrae Sanctae

عيد الجسد: "ذكرى وحنين وتوبة"

 

على ألحان تسبحة العذراء "تعظّم"، اختتمت سلسلة الاحتفالات الليتورجية بعيد جسد الرب ودمه الأقدسين يومي الأربعاء 10 والخميس 11 حزيران 2020.

 

ترأس كلا الاحتفالين سيادة المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية في القدس المونسينيور بييرباتيستا بيتسابالا. ومعلقاً على الانجيل المقدس، أردف قائلاً: "تشمل الافخارستية كافة تلك الجوانب. فهي لا تغذي حياتنا الداخلية والروحية فحسب، بل وأيضاً عاطفتنا وعلاقاتنا وكل ذلك، الذي يعود إلى نفحة الله التي وضعها في داخلنا منذ خلق العالم (تكوين 2: 7) وهي تجعل منا أشخاصا قادرين على الحب والتفكير والعطاء. هذا ما نحتفل به في هذا العيد".

 

وبحسب التقليد في الأرض المقدسة، يبدأ الاحتفال الذي يقام يوم الخميس في كنيسة القيامة، بالدخول الاحتفالي للمدبر الرسولي قبل صلاة الغروب الأولى للعيد في اليوم السابق، يوم الأربعاء، مساءاً. وقد شارك سيادة المدبر الرسولي وطلاب الاكليريكية البطريركية، بعد ذلك مباشرة، في التطواف اليومي برفقة الآباء الفرنسيسكان، والذي تم اختتامه بتلاوة صلاة النوم. وفي الليل، على مثال الليتورجية التي تقام في زمن الصوم مساء يوم السبت، أقيم في هذا اليوم أيضاً فرض العشية، الذي ترأسه حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، امام القبر الفارغ. 

 

ولد هذا الاحتفال في عام 1247، لأجل الاحتفال بالحضور الحقيقي للمسيح في سر الافخارستية، بعد الاحتفال بذكرى تأسيس السر ليلة خميس الاسرار. وكما يساعدنا عيد اكتشاف الصليب المقدس على التقرب من سر آلام وموت يسوع والتعمق فيه، يتيح للمؤمنين هذا الاحتفال أيضاً التركيز على الافخارستية. وإذ تقام هذه الاحتفالات بعد الفصح مباشرة، فإنها تجعلنا قادرين على التأمل بعمق في الأسرار التي احتفلنا بها على امتداد أيام الثلاثية الفصحية.

 

أما من الناحية الليتورجية، فيقام هذا العيد المخصص للإفخارستية بالعادة يوم الخميس من الأسبوع الثاني بعد العنصرة، بينما يتم نقله في بعض بلدان العالم إلى يوم الأحد الثاني الذي يلي العنصرة، لأجل اتاحة الاحتفال به للجميع. أما في الأرض المقدسة، فيقام هذا الاحتفال بالطريقتين: إذ يحافظ الرهبان في كنيسة القيامة على تقليد الاحتفال به يوم الخميس، بينما يحتفل به الرهبان في دير القديس فرنسيس بالقرب من العلية يوم الأحد التالي. 

 

ومختتما عظته، أردف المدبر الرسولي قائلاً: "ليكن احتفالنا هذا، إضافة إلى هذا الزمن الخاص الذي نعيش فيه، تذكيراً وحنيناً ومناسبة للتوبة. ليكن تذكيراً لنا بدعوتنا المسيحية، وبالكنيسة التي هي جماعة تعرف كيف تجعل من نفسها تقدمة وان تعيش بالتخلي دون أن تشعر أنها متروكة. أما في شأن الحنين إلى السماء التي إليها ننتمي جميعاً منذ الآن، فإننا نشعر به من خلال السرّ". وأخيراً، في شأن التوبة، فإن هذا الزمن الذي نعيش فيه هو مناسبة لإعادة التفكير في أنماط حياتنا، وضرورة أن نوجهها نحو "تغيير في الزاوية التي ننظر من خلالها، لإظهار مزيد من الاحترام للإنسجام الذي يسود الخليقة، ولحقيقة الانسان، كما كشفها لنا المسيح".

 

اختتم الاحتفال أخيراً بالتطواف التقليدي ثلاث مرات حول القبر الفارغ، في وسط كنيسة القيامة، إضافة إلى دورة واحدة حول حجر المسح بالزيت، سبقت البركات الثلاثة بالقربان الأقدس أمام القبر وأمام مذبح مريم المجدلية، ومن ثم في داخل المصلى الفرنسيسكاني. 

 

Giovanni Malaspina