رسالة الميلاد المقدس لحارس الأراضي المقد | Custodia Terrae Sanctae

رسالة الميلاد المقدس لحارس الأراضي المقد

ولد لكم اليوم مخلص في مدينة داود، وهو المسيح الرب. وأليكم هذه العلامة: ستجدون طفلاً مقمطاً مضجعاً في مذود.
(Lc 2, 11-12)


إخوتي وأخواتي الأعزاء
اليوم كما البارحة، يأتي الرب ليعكر صفو توقعاتنا.
ننتظر ألهاًًً، وإذ بطفل مولود.
ننتظر مجد المسيح، وإذ بمذود عرشاً له.
ننتظر السلام، وإذ بعالم ممزق، كنائس منقسمة، وقلوبنا حائرة.
فلنترك هذه الكلمات تتردد في قلوبنا:
اليوم، في ليلة الميلاد هذه، أعطي لنا مخلص. هو المسيح الرب, ملك السلام.
فلا نشك أبداً: هذه الكلمة تتحقق من أجلنا، فاليوم الكلمة صار جسداً.
ويعود إلينا أن نجعل هذه الكلمة تصبح حياتاً في قلوبنا.
من هي أمي، من هم إخوتي؟
إن أمي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها.
فمسؤوليتنا اليوم هي أن نكون أم وإخوة يسوع مخلصنا.
فنحن مدعوون اليوم أن نبني ملكوت سلامه، هنا على هذه الأرض المقدسة الممزقة كما هي الحال في باقي أنحاء العالم…
بإمكاننا اليوم أن نترك “الكلمة”، معرفة ابن الله، تنمو فينا حتى تصل إلى كمال بلوغ القامة التي توافق السيد المسيح.
أهو التزام صعب؟
كتبت الفيلسوفة والصوفانية سيمون ويل:
فلنحبّ العالم كما هو. هذا هو واقعنا، واقع يقاوم المحبة. فلا نخف من رفضنا ولا من رفض الآخرين، فضعفنا وضعفهم
هم علامة إنسانيتنا. فهذه الإنسانية هي من أتى لأجلها المسيح كي يغيرها ويحولها.
على هذه الأرض المقدسة، كما هي الحال على كل أراضيكم المقدسة، نحن مدعوون كي نكون حارسي هذا الكنز الذي
أعطي لنا كي نعيشه، ونساعد الآخرين على عيشه.
اليوم ولد لنا المخلص، فلنبتهج ولنرنّم فرحين، لأن الرب قدعزىّ شعبه، وكشف عن ذراع قدسه على عيون جميع الأمم،
فترى كل أطراف الأرض خلاص إلهنا.
مليئين بالأمل، نحن حراس الأراضي المقدسة، نتمنى لكم من كل قلوبنا، إخوتنا وأخواتنا الأعزاء، ميلاداً مجيداً.