بيت لحم: الأحد الأول من زمن المجيء | Custodia Terrae Sanctae

بيت لحم: الأحد الأول من زمن المجيء


تميزت عطلة نهاية الأسبوع في بيت لحم بالإحتفال بنهاية وببداية. وقد استقبلت كنيسة المهد الرهبان القادمين من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في المؤتمر الدولي الرابع لمفوضي الأرض المقدسة. ومع رهبان الحراسة، أعلنوا انطلاق الإحتفالات بالأحد الأول من زمن المجيء.

وكان المؤتمر قد اختتماعماله يوم الجمعةبتقديم وسائل الإعلام التابعة للحراسة وقراءة الوثيقة الختامية، التي لخُصت فيما بعد بالرسالة الأخيرة التي حررها حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون. شكر الأب الحارس جميع الذين أغنوا المؤتمر بمداخلاتهم وكذلك المفوضين، مشدداً على المهمات الرئيسية الأربعة التي تتمحور حولها دعوتهم، وهي: أولاً معرفة الأرض المقدسة والدعوة إلى التحفيز الخلاق سواء للأماكن المقدسة أو لمأساة هذه الأرض التي تحتاج إلى بُناة سلام. وثانياً، الدعوة إلى خلق مبادرات صلاة وتوعية على اهمية السلام. ثالثاً، الدعوة إلى الإستمرار في مرافقة رحل الحج. ورابعاً تشجيع جمع التبرعات الحبري للأرض المقدسة وسائر التبرعات التي تهدف إلى دعم الرسالة التي وكلت إلى الإخوة الأصاغر وتشجيع الدعوات لإرسالية الأرض المقدسة. وتابع الأب الحارس قائلاً: "نحن بحاجة إلى رهبان منفتحين للعيش في وسط متعدد الثقافات ودولي الطابع، ولأشخاص مستعدين للدخول في هذه الحركة المائوية". من ناحيته قام المنشط العام لنشر البشارة في رهبنة الإخوة الأصاغر، الأب روسيل موري، بإلقاء كلمة اختتم فيها جلسة المداخلات مشدداً على اهمية اعلان البشارة، وهي الكلمة الثالثة التي يتكون منها شعار المؤتمر لهذا العام. وأردف قائلاً: "تتضمن كل رحلة حج هذه الكلمات الثلاثة، لأن من يأتي إلى الأرض المقدسة، يقوم أولاً بتذكر قصة حدثت في الماضي تصبح حاضرة. يتم استقبالنا ونستقبل الاخرين بدورنا، لأن الحج لا يتم بانعزالية، بل إنه يجعلنا نعي كوننا جسد واحد في المسيح، وهذه الأمور، عندما تعاش بعمق، تغدو اعلاناً للإنجيل".

تزامنت المرحلة الأخيرة من المؤتمر مع بداية الاحتفالات بالميلاد المجيد والسنة الليتورجية الجديدة. وبحسب التقليد تجمع أبناء رعية دير المخلص في القدس صباح يوم السبت، ومن خلال مختارهم وجهوا كلمة شكر إلى الأب الحارس والرهبان الفرنسيسكان متمنين لهم زمن مجيء مبارك. من ناحيته، ألقى الأب الحارس خطاباً جدد فيه التزام الفرنسيسكان في دعم الجماعة المحلية رغم الصعوبات، متطلعاً بصورة خاصة إلى الأجيال الجديدة، وداعياً المسيحيين المحليين إلى النمو في القدرة على محبة الرب والشهادة له في حياتهم اليومية.

توقفت المركبات التي أقلت الأب الحارس وأبناء الرعية،تتقدمها قوات الشرطة، أولاً عند دير مار الياس، حيث قام الأب باتون بتحية رئيس بلدية بيت جالا وكاهن رعيتها اضافة بعض أبناء الرعية، متجهاً بعد ذلك نحو كنيسة المهد من خلال نقطة التفتيش الواقعة عند قبر راحيل والتي تفتح بوابتها الكبيرة ثلاث مرات في السنة فقط، لاستقبال الدخلات الإحتفالية الثلاثة:في الأحد الأول من زمن المجيء وعيد الميلاد وعيد ظهور الربّ. لدى وصول الأب الحارس إلى كنيسة المهد، يرافقه وفد من المجموعات الكشفية في مدينة بيت لحم، بدأت سلسلة من الاحتفالات المختلفة؛ وهي الدخول الاحتفالي الذي تسبقه تحية بعض الشخصيات المهمة وممثلي الكنائس المسيحية الأخرى، ومن ثم صلاة الغروب الأولى التي يترأسها الأب الحارس، واخيراً فرض القراءات الذي ترأسه حارس دير القديسة كاترينا الفرنسيسكاني في بيت لحم، الأب أرتيمويفيتوريس.

إنه يوم غني من الناحية الليتورجية، لا بد للمرء من ان يعيشه في بيت لحم. وقد علق الأب باتون خلال القداس الإلهي يوم الأحد قائلاً: "يشير هذا الاحتفال إلى بداية السنة الليتورجية الجديدة. وهو حج ايماني جديد يتيح لنا ان نعيش خبرة قرب الله منا ومحبته لنا من خلال سرّ التجسد". إن زمن المجيء هو زمن يحبه الجميع، وكذلك الجماعة المحلية التي تضيء في كل عام شجرة الميلاد الكبيرة في الساحة الرئيسية بالقرب من كنيسة المهد.

وكما اكد لنا كاهن رعية القديسة كاترينا في بيت لحم، الأب رامي عساكرية، فإن كل شيء في المدينة يساهم في التحضير لحدث الميلاد العظيم. وقد علق الأب رامي قائلاً: "بمعزل عنالمركزية التي تمثلها كنيسة المهد، فإن أبناء الرعية سوف يتبددون، ولن يجدوا هويتهم الحقيقة. يكتسي عيد الميلاد اهمية كبرى بالنسبة لهم: اهمية اجتماعية وانسانية ووطنية بل وروحية على وجه التحديد. بفضل هذا الحدث، يعيد المسيحيون من جديد اكتشاف كرامتهم كأبناء لهذا المكان، وينالون الشجاعة لمواجهة الحياة".