بين السماء والأرض | Custodia Terrae Sanctae

بين السماء والأرض

2012/11/08

الثلاثاء 6 نوفمبر 2012، أقيمت في قاعة الحبل بلا دنس في دير المخلص في القدس ندوة بمناسبة صدور كتاب بين الأرض والسماء من تأليف الكاتب دانيال روسينغ. وحملت الندوة عنوان "الحجاج والزوار والمسيحيون المحليون في الأرض المقدسة". وجاءت هذه الندوة تخليدا لذكرى المؤلف وهو مؤسس "مركز القدس للعلاقات اليهودية المسيحية" ومديره العام حتى وفاته قبل عامين.
امتلأت القاعة بالمدعوين من مختلف الثقافات والجنسيات، وتحدث رئيس الأساقفة المطران أريستاركوس بيريتاريس، الأب غريغوري كولينز الاباتي في كنيسة رقاد العذراء، نعومي تسور نائب رئيس بلدية القدس، أوري شارون، المسؤول في وزارة السياحة عن الحجاج. وقدمت هذه الندوة وتولت عرافتها حانا بندكوفتسكي، مديرة المركز JCJCR .

وألقى الأب بيير باتيستا بيتسابالا، حارس الأراضي المقدسة، كلمة ترحيبية بالحضور وقال إن ما كان ملفتا للنظر في شخصية روسينغ هو عمله الدؤوب لكي يعرّف المسيحيين المحليين في الأراضي المقدسة الجماعات المختلفة. كما شكر مركز القدس للعلاقات التهودية المسيحية الذي يتّبع كافة السبل من أجل التقارب بين الأديان.

وتطرق المنتدون إلى مواضيع ذات اهتمام مشترك حول شؤون الساعة المتعلقة بالحجاج والزوار ومسيحيي الأرض المقدسة. وتحدثوا في مداخلاتهم عن الأبعاد التاريخية والطبيعية والروحانية لأن "الأماكن المقدسة إيقونة اللقاء بامتياز"، كما ورد في الكتاب. وجاء في الندوة أن عدد الحجاج والزوار يتزايد باستمرار خاصة السياحة المسيحية بحيث بلغت نسبتهم 55% من مجمل السياح الوافدين إلى إسرائيل، بينما بلغت نسبة السياح من غير المسيحيين واليهود 26%.
وقال الأباتي غريغوري، أباتي كنيسة الرقاد: "نحن ننتمي إلى الأرض المقدسة وليست الأرض المقدسة هي التي تنتمي إلينا". وأضاف: لذا علينا أن نبذل كل جهودنا لتخطي العقبات التي نعيشها، ونجعل من هذه الاماكن المقدسة أيقونة اللقاء بامتياز.
ودانيال روسينج إسرائيلي نشط في تعزيز العلاقات بين الاديان، وعمل على خلق جسور التفاهم والحوار بين الديانات السماوية الثلاث في الأراضي المقدسة، وخاصة في القدس. وبادر إلى تنظيم العديد من الفعاليات بين المجتمعات اليهودية والمسيحية. وتوفي عام 2010، تاركا هذا الإرث في كتابه "بين السماء والأرض - المزارات والأديرة المسيحية في الأراضي المقدسة".
وتم في هذا الكتاب اختيار 100 من المزارات والأديرة القديمة والحديثة، وهي مزينة بالصور والنصوص. وكرّس فصلا استعرض فيه بإيجاز تاريخ الوجود المسيحي في الأراضي المقدسة، وتمثيل مختلف الطوائف المسيحية اليوم، واكتشاف طبيعة ومعنى الحج للأراضي المقدسة على مر العصور.
وحصة الأسد في الكتاب هي فهم الأراضي المقدسة على أنها أرض "بين" السماء والأرض، أي أنها مكان اللقاء. ووصف الأماكن المقدسة المسيحية حيث حدثت فيها تلبية الأمثلة الإلهية والبشرية. وفي هذه المقدسات، وعلى هذه الأرض، المعلقة بين السماء والأرض، تحقق السر والتاريخ ليكونا معا مزيجا غنيا من القصص والواقع، ومن البهجة وخيبة الأمل، ولكنه بنّاء على الدوام.