المسيرة الى عمواس | Custodia Terrae Sanctae

المسيرة الى عمواس

2012/10/01

انطلقت حافلتان من القدس الأحد، 30 أيلول، تقلان الرهبان والراهبات والمؤمنين إلى عمواس- قبيبة (في المنطقة الفلسطينية) للاحتفال بعيد القديسين سمعان وكلاوبا. يجري هذا الاحتفال في الأحد الأخير من شهر أيلول في كل عام.

ما أجمل ان تكون الليتورجية المقدسة هنا بارتباط مع مكان الحدث، كما جرى في مزار عمواس، ووفق التقليد الكنسي تمّ في هذا المزار لقاء يسوع القائم من بين الأموات مع التلميذين كلاوبا وسمعان.

ترأس القداس الإلهي الأب ارتيميو فيتورس، نائب الحراسة بمشاركة عدد من الكهنة، في كنيسة المزار ووجه الأب أرتيميو في عظته، السؤال ما إذا كان يسوع بالنسبة لنا هو محور حياتنا، وأنه الطريق للوصول إلى مجد القيامة.
يروي لنا الإنجيل قصة التلميذان سمعان وقلوبا بعد أن سمعا نبأ رؤية النسوة للملاكين ومقابلتهن ليسوع، عزما إلى العودة الى بلدتهما عمواس. وكانا سائرين في ذلك المساء وقلباهما مثقلان بالحزن. وكانا يتحادثان عن مشاهد المحاكمة والصلب والموت، وما أن تقدما في سيرهما قليلا حتى انضم إليهما رجل ثالث وكان غريبا (لوقا 24: 13-35)، ولكنهما كانا غارقين في كآبتهما وخيبة آمالهما فلم يتباينا هيئته جيدا. وقد استأنفا الحديث معبرين عن أفكارهما وخلجات قلبيهما. كانا يتباحثان فيما يختص بالتعاليم التي نطق بها السيد المسيح والتي بدا أنهما لا يفهمانها. وفيما كانا على هذه الحال كان يسوع يتوق إلى تعزيتهما. وتساءل التلميذان عمن يكون هذا الغريب حتى يعرف ويكتشف ما في قلبيهما، ويتحدث بمثل تلك الغيرة وذلك الحنو والعطف والرجاء؟ وأخيرا عرفاه فقط عند كسر الخبز، فانفتحت أعينهما.
يعود تاريخ هذا المزار إلى مطلع القرن العشرين عام 1906، حيث قام الرهبان الفرنسيسكان ببنائه، ودعي بمزار "ظهور الربّ". وتحيطه مجموعة من بيوت قرية عمواس البيضاء الصغيرة. بني على أنقاض كنيسة قديمة، حسب التقليد، في الموقع نفسه حيث كان بيت "كلاوبا". وداخل هذا البناء ذات الطراز الصليبي، من حجر غير مجصص، نجد آثار بيت "كلاوبا" في الناحية اليسرى من الكنيسة، وتقيه ألواح من الرخام السماقي (البرفير الأحمر). يظهر المشهد الإنجيلي لقاء يسوع عند كسر الخبز منقوشاً على لوحة رائعة تغطي المذبح الرئيسي للكنيسة.