6 حزيران – المجمع والقربان الأقدس | Custodia Terrae Sanctae

6 حزيران – المجمع والقربان الأقدس

كانت مناسبة سعيدة أن يعقد المجمع اليوم جلساته في ذكرى عيد جسد ودم ربنا يسوع المسيح. عاش الإخوة منذ الصباح لحظات مفعمة بالشعور. قدم الأب جورج الذي تأس القداس نبذة عميقة عن المعاني الملفتة للتاريخ على ضوء سر الفداء. نظرة سطحية لا ترى في ما يعانيه الشرق الأوسط من آلام إلا الحروب والصعاب والمظالم. على أن هذه النظرة من شأنها أن تأدي بنا إلى اليأس والإحباط. على أنه ينبغي أن نترقى بنظرتنا ونقرأ في التاريخ الأحداث على ضوء الإيمان. ذكر الأب جورج عناية الله وأمانته مع الإنسان على ضوء قصة طوبيا وسارة حيث حقق الله عنايته وسط عثرات الأحداث التاريخية حيث يظهر سر الافخارستيا النموذج الأمثل لهذا الوفاء لأن يسوع في سر القربان يستمر بوجوده فيما بيننا مقدما لنا حياته.

في الجلسة الصباحية اسمرت أعمال المجموعات ثم التقى الآباء في القاعة العامة حيث أربعة قدم كل منهم نبذة عن عمل مجموعته.

المجموعة الأولى درست تقرير حضرة الرئيس العام، والثانية قدمت رأيها في تقرير الإعلان الإنجيلي، والثالث ذكر ملاحظاته عن التكوين و الدراسات، وأخيرا عبر الرابع عن رأي المجموعة الرابعة في أهم الأفكار المتعلقة بالأماكن المقدسة. وهكذا جميع المواضيع المتعلقة بالأراضي المقدسة حظيت بشيء من الدراسة والتعليق. تلا ذلك مناقشة أولية بين الأعضاء حيث تتدخل الرئيس العام مقدما بعض التوضيحات الهامة تمهيدا للتعليقات الوافية التي ستتم في الأيام التالية.

بعد الظهر انتقل عدد كبير من آباء المجمع إلى القدس للاحتفال بعيد الجسد. الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر اشتركنا بدخول أسقف القدس المساعد المونسينيور فؤاد طوال الاحتفالي إلى كنيسة القيامة حيث أقيمت صلاة الغروب والدورة الاحتفالية. وقد استفاد الآباء من هذه الفرصة للصلاة من أجل المجمع. تأمل سر القربان الأقدس يوضح لنا المعنى العميق لدعوتنا المسيحية والفرنسيسية. ذلك أن القديس فرنسيس يوصي رهبانه بأن يجدوا في الافخارستيا نموذج التواضع المسيحي على مثال السيد المسيح (يا له من تواضع سام، ويا له من سمو متواضع أن يتواضع رب الكون، الله وابن الله، إلى حد الاحتجاب من أجل خلاصنا تحت شكل الخبز الوضيع! انظروا يا إخوتي تواضع الله وافتحوا أمامه قلوبكم، تواضعوا أنتم أيضا ليرفعكم). رغم عدم استحقاقنا مازال الرب حيا في الافخارستيا يحي الكنيسة بوفاء يذهلنا ويشجعنا. عسى أن يجعلنا اللقاء الدائم مع هذا الحضور السري شركاء في الحب الأبدي ويساعدنا على اكتشاف اتحادنا مع الله.