.news-hero{position:relative;display:flex;gap:2rem;z-index:2}@media (max-width:768px){.news-hero{flex-direction:column}}.news-hero .single-news-hero{display:flex;flex-direction:column;gap:0.5rem;width:50%}@media (max-width:768px){.news-hero .single-news-hero{width:100%}}.news-hero .single-news-hero img{width:100%;height:20rem;object-fit:cover}.news-hero .single-news-hero span{font-size:0.8rem;color:var(--oxy-grey);font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title h3{font-size:1.5rem;font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title:hover h3{color:var(--oxy-red)}.news-hero .single-news-hero a{color:var(--oxy-red)}
في مرسوم اليوبيل العادي لعام 2025، "Spes non confundit"، يذكر البابا فرنسيس بالدور الحاسم الذي يلعبه سر التوبة في الحياة المسيحية وغنى النعمة التي تصل إلينا، من خلال الكنيسة، بعطية الغفران.
يؤكّد لنا سرّ التّوبة أنّ الله يمحو خطايانا. وتعود إلينا كلمات المزمور محمّلة بالتّعزية: "هو الَّذي يَغفِرُ جَميعَ آثامِكِ، ويَشْفي جَميعَ أَمْراضِكِ. يَفتَدي مِنَ الهُوَّةِ حَياتَكِ، ويُكَلِّلُكِ بِالرَّحمَةِ والرَّأفة. […] الرَّبُّ رؤُوفٌ رَحيم، طَويلُ الأَناةِ كَثيرُ الرَّحمَة. […] لا على حَسَبِ خَطايانا عامَلَنا، ولا على حَسَبِ آثامِنا كافَأَنا. بل كارتِفاعِ السَّماءِ عنِ الأَرضِ، عَظُمَت رَحمَتُه على الَّذينَ يَتَّقونَه كبُعْدِ المَشْرِقِ عنِ المَغرِب، أَبعَدَ عنَّا مَعاصِيَنا" (مزمور 103، 3–4. 8. 10–12). ليست المصالحة الأسراريّة مجرّد فرصة روحيّة جميلة، بل هي خطوة حاسمة وأساسيّة ولا غنَى عنها في مسيرة الإيمان لكلّ واحد. فيها نسمح لله بأن يدمّر خطايانا، ويشفي قلوبنا، ويرفعنا ويعانقنا، ويجعلنا نعرف وجهه الحنون والرّؤوف. في الواقع، لا يوجد طريقة أفضل لنعرف الله، من أن نسمح له بأن يتصالح معنا (راجع 2 قورنتس 5، 20)، ونتذوّق طعم مغفرته. لذلك، لا نتركْ سرّ الاعتراف، بل لنكتشف من جديد جمال سرّ الشّفاء والفرح فيه، وجمال مغفرة الخطايا!
مع ذلك، وكما نعلَم من تجربتنا الشّخصيّة، فإنّ الخطيئة ”تترك علامة“، وتحمل معها عواقب: ليس فقط خارجيّة، الّتي هي عواقب الشّرّ الّذي ارتكبناه، بل أيضًا داخليّة، والّتي هي أنَّ "كلّ خطيئة، حتّى الخطيئة العرضيّة، تجعلنا نتعلّق تعلّقًا مَرَضِيًّا بالخلائق، يحتاج إلى تنقية، سواء في هذا العالم أم بعد الموت، في الحالة المعروفة بالمطهر (ت م ك ك 1472). "لذلك، تبقى ”الآثار المتبقّية من الخطيئة“ في إنسانيّتنا الضّعيفة والمنجذبة إلى الشّرّ. هذه الآثار المتبقّية تُمحى بالغفران، ودائمًا بنعمة المسيح، الّذي، كما كتب القدّيس بولس السّادس، هو "مغفرتنا".
(راجع الفقرة 23 من مرسوم الرَّجاءُ لا يُخَيِّبُ)
1471 - قضية الغفرانات في الكنيسة، عقيدة وممارسة، مرتبطة ارتباطا وثيقا بسر التوبة .
“الغفران هو ان يترك لنا الله العقاب الزمني الذي تستتبعه الخطايا المغفورة غلطتها. وترك العقاب هذا يحظى به المؤمن بشروط معينة ، بفعل الكنيسة التي جعلها الله قيمة على ثمار الفداء فتوزعها بسلطانها ، وتطبق على المؤمنين استحقاقات المسيح والقديسين”.
“يكون الغفران جزئيا أو كاملا ، حسبما يعفى الخاطئ جزئيا أو كليا من العقاب الزمني الذي تجره الخطيئة . “كل مؤمن بأستطاعته ان يحصل على غفرانات {…} لنفسه أو يطبقها على الراقدين”.
لا يمكننا أن نفهم تمامًا مدى قيمة، وكم أنها نبع للحريّة، عطية الغفرانات تلك، إلا متى أدركنا ما هي عقوبات الخطيئة. يأتي كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية لمساعدتنا في هذا الصدد.
1472 - لكي نفهم هذه العقيدة وهذه الممارسة في الكنيسة ، لا بد من النظر الى الخطيئة في مفعولها المزدوج . فالخطيئة الثقيلة تحرمنا الشركة مع الله ، وتجعلنا ، من ثم ، غير أهل للحياة الأبدية ، وهذا ما يسمى “العقاب الأبدي” ومن جهة أخرى ، كل خطيئة ، حتى الخطيئة العرضية ، تجعلنا نتعلق تعلقا مريضا بالخلائق ، يحتاج الى تنقية ، سواء في هذا العالم أم بعد الموت ، في الحالة المعروفة “بالمطهر” . هذه التنقية تعفينا مما يسمى “بالعقاب الزمني” للخطيئة . هاتان العقوبتان ، يجب الا نعتبرهما شبه انتقام ينزله الله بنا من الخارج ، بل نتيجة نابعة من طبيعة الخطيئة نفسها . التوبة الصادرة عن محبة متقدة قد تؤدي بالخاطئ ألى تنقية كاملة تعفي صاحبها من كل عقاب .
1473 - مغفرة الخطيئة واستعادة الشركة مع الله يستتبعان محو العقوبات الأبدية الناجمة عن الخطيئة . وأنما تبقى هناك عقوبات زمنية . وعلى المسيحي أن يسعى ألى أن يتحمل في الصبر عذابات الحياة ومحنها المتنوعة ، ومتى حانت الساعة ، أن يواجه الموت راضيا ، ويحسب هذه العقوبات الزمنية نعمة من الله . وعليه أن يدأب ، بأعمال الرحمة والمحبة ، وكذلك بالصلاة ومختلف أعمال التوبة ، في أن يخلع عنه كليا “الأنسان القديم” ويلبس “الأنسان الجديد”.
إن المواهب الثمينة والأساسية التي ننالها من معموديتنا يجب أن تشمل أيضًا اندماجنا الحي والمحيي في الكنيسة، وفي شركة القديسين. فلندع كتاب التعليم المسيحي يرشدنا مرة أخرى.
1474- المسيحي الساعي إلى تنقية ذاته من الخطيئة وتقديس ذاته بمعونة النعمة الألهية ، ليس في مسعاه هذا : “حياة كل من أبناء الله مرتبطة ارتباطا عجيبا ، في المسيح وبالمسيح ، بحياة جميع المسيحيين ، في وحدة تفوق الطبيعة ، وحدة جسد المسيح السري ، كما في شخص سري”.
1475 - في شركة القديسين ، “يقوم بين المؤمنين – الذين بلغوا الوطن السماوي والذين قبلوا في المطهر للتكفير عن ذنوبهم ، والذين لا يزالون حجاجا في الأرض- رباط محبة دائم ، وتبادل فائض لجميع الخيور” . في هذا التبادل العجيب ، قداسة الفرد تعود على الأخرين بفائدة تتحظى ، إلى حد بعيد ، الأذى الذي تلحقه بالاخرين خطيئة الفرد . وهكذا يجد الخاطئ التائب ، في الركون إلى شركة القديسين ، وسيلة أسرع وأفعل ، ليتنقى من عقوبات الخطيئة .
1476 -هذه الخيور الروحية النابعة من شركة القديسين ، نسميها أيضا كنز الكنيسة . “وليس هذا الكنز مجموع خيور ، على شاكلة الثروات المادية المكدسة على مد الأجيال ، بل هو الثمن اللانهائي الفياض الذي احرزته ، عند الله ، كفارات المسيح ربنا واستحقاقاته المقربة لتعتق البشرية من الخطيئة وتنال الشركة مع الأب . ففي المسيح فادينا تفيض كفارات فدائه واستحقاقات هذا الفداء” .
1477- “وينضاف ألى هذا الكنز أيضا صلوات الطوباوية العذراء مريم وأعمالها الصالحة ، ولها ، في نظر الله ، ثمن دائم التجدد لا حد له ، ولا قياس ، وكذلك صلوات جميع القديسين وأعمالهم ، وقد تقدسوا بنعمة المسيح ، وساروا في خطاه، وأرضوا الرب بسيرتهم ، وساهموا ، وهم يعملون لخلاصهم ، في خلاص أخوتهم أيضا ، في وحدة الجسد السري”
ملاحظة: لا يمكن الحصول على الغفران الكامل إلا مرة واحدة في اليوم والحصول عليه مرة ثانية، ولا ينطبق إلا على المتوفى (المرسوم الخاص بمنح غفران سنة اليوبيل 2025).
من الضروري الحصول عليه على النحو التالي:
* الممارسة التي تُلحق بها الغفرانات تتألف غالبًا من زيارة مكان (مزار أو كنيسة...). في هذه الحالة، يجب على المؤمنين القيام بزيارة تقوية لهذه الأماكن المقدسة، وتلاوة الصلاة الربية وقانون الإيمان فيها.
** يمكن للمؤمنين أن يتلقوا أو يتقدموا بطلب للحصول على هبة الغفران الكامل لفترة زمنية مناسبة بما في ذلك على أساس يومي دون الحاجة إلى تكرار الاعتراف (مرسوم منح الغفرانات لسنة اليوبيل 2000).
*** من المناسب أن يتم تناول القربان الأقدس - الضروري لكل غفران - في نفس اليوم الذي يتم فيه أداء العمل الذي تم منح الغفرانات فيه (مرسوم منح الغفرانات لسنة اليوبيل 2000).