Custody of the holy land and History | Custodiae Terrae Sanctae

الحراسة

نحن جماعة من المسيحيين المدعوين من قبل الله في كل ركن من أركان العالم لمهمة خاصة 

نحن ننتمي إلى مجموعة دينية في الكنيسة الكاثوليكية، رهبنة "الإخوة الأصاغر"، الفرنسيسكان. 

تدفعنا محبة المسيح الفقير المصلوب، مؤسسنا القديس فرنسيس الأسيزي، توجه إلى الشرق الأوسط في بداية القرن الثالث عشر، لكي يلمس الأماكن، والتي إلى يومنا هذا تقدم شهادة لا تستبدل، في كشف الله ومعرفته، وحب الله لبني البشر.
اجتمع القديس فرنسيس خلال رحلته إلى الحج، ورغم الحروب الصليبية، بسلطان مصر مالك الكامل ابن أخ صلاح الدين، الذي كان حاكما للأراضي المقدسة في ذلك الوقت وأجرى معه حوارا بشأن هذه البلاد .كان اللقاء سلميا، وشهد بداية وجود الفرنسيسكان في الأراضي المقدسة، وأثّر بالتالي على وجودنا هنا على مر القرون وإلى يومنا هذا .

ومع مرور الزمن اتخذ الفرنسيسكان اسم 
"حراسة الأرض المقدسة"

مهمة الفرنسيسكان في ألأراضي المقدسة

لم يكن الرهبان أوصياء على حجارة هذه الأماكن والحفاظ على قيمتها فقط، بل تعدت مهمتهم لجعلها حجارة حية، لكي تخاطب قلب وعقل جميع الذين يحجون إلى الأرض المقدسة، ليصبحوا قادرين على رؤية "الحجارة البسيطة" كحجارة محبوبة من خلال إيمانهم 

يتجلى لدى القديس فرنسيس والفرنسيسكان، حب تجسد المسيح في قلوبهم، ولهذا أحبوا الأرض المقدسة منذ نشأتهم. حب هذه الأرض يعني لنا حب المسيح، لأن التجسد لايمكن أن يتم بدون مكان. ولا نستطيع أن نفكر بالمسيح دون أن نحبه ونحب أرضه أيضًا .وبسبب تعلق الفرنسيسكان بإنجيل المسيح وتجسده، فإن كنيستنا الكاثوليكية أوكلت إلينا مهمة المحافظة على أماكن خلاصنا .

إنها ظهور، حضور الله في هذا العالم، وصدى كلام الرب الذي تحدث إلينا بواسطة الأنبياء والرسل، وصار إنسانا مثلنا وعاش بيننا .

إنها الحجارة التي سمعت الصوت، وشربت من دم مخلصنا .لذا علينا أن نحفظ كلمة الله ودمه الذي أريق، لأنهما جزء من حياة كل مسيحي. 

الإصغاء إلى الصوت الذي ينطلق من تلك الحجارة وفهم رسالتها، كان دائما الشغل الشاغل لأبناء القديس فرنسيس في الأرض المقدسة .

هذا ما يجمع عليه البابوات بقولهم إن مهمة الرهبان هي العمل على جعل الأماكن الكتابية مراكز روحانية. وأن يحفظ كل مكان مقدس رسالته الإنجيلية ليرعى تقوى المؤمنين.

وختاما: نحن إخوة في رهبنة "الرهبان الأصاغر" في الأرض المقدسة. فنحافظ، نعد ونجعل الأماكن التي يبدأ فيها الإيمان المسيحي، جديرة بالاستقبال والترحيب، لمن يرغب العيش في هذه الأماكن، ولكي يعلن العجائب في محبة الرب الذي أراد أن يصبح بشرا مثلنا هنا، من أجل خلاص العالم.

الحراسة و تاريخها في الأراضي المقدسة

قدوم الإخوة ألاصا غر إلى الأراضي المقدسة كان من تصميم العناية الإلهية للإحداث التاريخية للقرن الثالث عشر و منذ ذلك الوقت استقر أبناء القديس فرنسيس في ارض يسوع المسيح كي يخدموا الكنيسة المحلية و لكي يقوموا بحماية و استرجاع الأماكن المقدسة للمسيحية.من أقوال "بولس ألسادس"1974.

storia 1

 

حراسة ألأماكن المقدسة في ألأراضي المقدسة تعود الى سنة 1217 عندما احتفل المجمع العام من الرهبان ألأصاغرفي كنيسة القديسة ( ماريا للملائكة )قرب اسيزي ,وبعمل يائس قرر القديس فرنسيس ان يرسل رهبانه الى كل الشعوب وكان على العالم ان يقول كلمته وانقسم الى مقاطعات فرنسيسكان او رهبان ومن اسيزي توجهوا الى انحاء العالم ألأربعة . وبهذه المناسبة لم تنس ألأراضي المقدسة وظهرت وسط ألأحدى عشرة مقاطعة من الرهبنة وفي الوثائق عرفت بأسماء كثيرة : سوريا = رومانيا – اولترامارينا.وضمت ايضا القسطنطينية وامبراطوريتها – اليونان وجزرها _اسيا الصغرى وانطاكيا وفلسطين وجزيرة قبرص _ مصر _ وبقية الشرق ....
ان مقاطعة فلسطين من الناحيتين لكونها اضخم اقليم ,ولوجود ألأماكن المقدسة فيها كان لها دائما اعتبار خاص فمن البداية كانت اهم مقاطعة في الرهبنة وربما لهذا السبب عهد الى الكاهن ايليا وهو وجه بارز في اخوة البورجينيون بسبب موهبته المنتظمة وثقافته الممتدة ومن المشوق ان نعرف المبادرات التي اتخذها الراهب ايليا لتنظيم وتقوية هذا الجزء من الرهبنة تميز ببيئة المشاكل الخاصة وبالضخامة الجغرافية الممتدة للغاية .
الحماس والنوعية من الحكم الجيد الذي تميز به قادته خلال سنوات ألأنتداب الى ان يضع اساس الرسل الفرنسيسكان في كل المحافظات الواقعة في الجنوب الشرقي من البحر ألبيض المتوسط .في سنة 1219 اراد القديس فرنسيس ان يزور جزء من المحافظات في ألأراضي المقدسة .ان الوثائق التي تتكلم عن ( بوفيريللو اسيزي )وسط الصليبيين تحت جدران ( دامييتا معروفة جيدا .ومثل لقائه مع سلطان مصر مالك الكامل ابن اخ صلاح الدين الكبير تخبرنا الوثائق نفسها انه بعد مغادرته دامييتا توجه القديس فرنسيس الى سوريا وعلى اية حال فأن زيارة القديس فرنسيس الى ألأراضي المقدسة كانت بالفعل بين 1219_1220 وبهذا ألأعتبار كتب مطران عكا ( جاك دي فيتري ) يقول :
شاهدنا وصول الراهب فرنسيس مؤسس رهبنة الرهبان ألأصاغر كان بسيط غير مشهور ولكنه محبوب وعزيز الى الله والناس وصل عندما كانت جيوش الصليبيين تخيم اسفل دامييتا وقد استقبل بأحترام من الجميع .
وخلال رحلته القصيرة اظهر القديس فرنسيس بتصرفاته الخاصة مستقبل ارساليات الفرنسيسكان وكيف يسلكون في هذه المحافظات والمجال المحدد في نشاطاتهم .


وبالنسبة الى البراعة الفنية ________________يجب ان تطبق بطريقة صداقة وتواضع للغاية تماما كما فعل مع السلطان .ومذلك فأن الأماكن المقدسة يجب ان تحب وتوقر لعلاقتها مع ابرز اللحظات من حياة السيد المسيح .
اكد المؤرخون انه بعد القرن الثالث عشر وخاصة بعد فشل الصليبيين قد تأمن الوصول الى ألأماكن المقدسة باستراتيجية جديدة وان رسل ألأرساليات دون وجود اسم الفرنسيسكان حلت محل رحلة الجيوش ألأستكشافية .
عندما ارسل البابا غريغوري التاسع من بيروجا حيث كان يعيش الوثيقة البابوية 1 شباط 1230دافعا بطاركة انطاكية والقدس ومفوض ألأبرشية المقدسة وجميع رؤوساء ألأساقفة وألأساقفة ورؤوساء ألأديرة ______ والرؤوساء والشمامسة ورؤوساء الشمامسة وكل ألأساقفة الآخرون في الكنيسة والذين استلموا الوثيقة البابوية ودعموا رهبنة الرهبان ألأصاغر بأية طريقة ,وبحدسه عرف ان فشل الصليبيين كان من تقصير هدفهم ويكون ألأفضل وفوق كل شيء من الناحية ألأنجيلية ان يجربوا _______ والحوار مع المسلمين بدل محاربتهم .
وهذا ايضا يعطي بعدا للأماكن المقدسة على اية حال حتى ولو كانت وثيقة البابا غريغوري التاسع لا تعتبر رسميية بالنسبة للقضاء لتنصيب ابناء القديس فرنسيس في ألأراضي المقدسة فقد كانت الوثيقة المطلقة التي اعدت ألأرضية واعطتهم المعنى للقدوم والبقاء في الدولة .
وتاريخ آخر مؤكد لتارخ المقاطعة في ألأراضي المقدسة هو 1263 تلك السنة وبتعميم القديس بونافيتنتورا اجتمع المجمع العام في بيزا وفي هذه المناسبة ومن الطبيعي ان يناقشوا محافظة ألأراضي المقدسة وتقرر ان تعيّن حدودها حول جزيرة قبرص _ سوريا _ لبنان _ فلسطين 
مقسمة الى حراسة ألأرض المقدسة والتي تضم اديرة جان دارك _وانطاكية _ وصيدا _وطراتبلس _ والقدس _ ويافا.


اعادة استيلاء المسلمون على عكا في 18 ايار سنة 1291 اوضحت نهاية المملكة اللاتينية في المألأراضي ألأراضي المقدسة ووضع المسيحيين تحت مشقة قاسية .وطرد الفرنسيسكان من ألأراضي المقدسة واجبروا على اللجوء الى قبرص حيث وجد مكان مركز قيادة المقاطعة في ذلك الوقت ومن جزيرة قبرص القريبة لم يفقد الفرنسيسكان فائدة ألأراضي المقدسة وكمنفى بعيد عن بلدهم بقيت الرغبة الصادقة ليجدوا معنى للعيش قرب الأمكان المقدسة ولم يغفل اي شيء من اجل تخقيق هدفهم عبادي الزيارات الخاصة والزيارات التي اذن بها الكرسي الرسولي من اجل استعادة الوجود الكاثوليكي في ألأماكن المقدسة شهد لها بالوثائق التاريخية في حينها .
في اول ايماءة عمل خيري بالنيابة عن الفرنسيسكان قام بها السلطان بيبرس سنة 1309 – 1310 والتي اعطاهم بها كنيسة بيت لحم لكن السلطان مات بعد ذلك بقليل فلم يستطع الرهبان ان يمتلكوها . في سنة 1322 حصل ( جيمس الثاني ) اراغون على اتفاقية من سلطان مصر ( مالك الكامل ناصر ) ان حراسة ألأرض المقدسة لكنيسة القيامة يجب ان تعهد الى الدومينيكان ألأراغونيز ولكن ألأذن بقي مكتوبا فقط .
بعد 4 سنوات اي 1327 دعا جيمس الثاني ثانية الى حق السيادة ولكن هذه المرة ليس للدومينيكان بل للرهبان ألأصاغر .
تحققت وثيقة البابا يوحنا الثاني والعشرين في 9 آب سنة 1328 والتي منحت وزير المحافظة الذي يسكن قبرص اذنا ليرسل اثنين من الرهبان لزيارة ألأماكن المقدسة كل سنة على ان يثبت هذا القرار .والتدريب اليومي ابضا سبق خطة التنظيم من ألأعلى .وبالفعل قد كان هناك الفرنسيسكان يخدمون في كنيسة القيامة بين 1322 – 1327 . و في سنة 1333 منح سلطان مصر العلية الى الراهب روجير غورين من اكويتين . فأسرع لبناء دير في المنطقة المجاورة باعتماد متوفر من السيادة في نابولي من روبيرتو دي أنجو وزوجته سانشا ابنة الملك جيمس ألأول ملك مايوركا .واعتبر هذان الملكان ( ألأت المحافظة ) ابخصوص ألأماكن المقدسة ولعبا دورا مهما للغاية لأستعادة توازنهما بتأثير الدبلوماسية ومن خلال ما قدماه من تمويل .فقدم لهما ولشفيعهما الشكر حتى ان السلطات المحلية المسلمة لاحظت الحق الرسمي للفرنسيسكان ان يصلوا في كنيسة القيامة .
ان المعرفة القضائية لجز من ألأبرشية المقدسة والذي امتد الى بقية المقاطعات وبعد بضع سنوات وخصوصا في 21 تشرين الثاني سنة 1342 مع وثائق (جراتياس اجيموس )و(نوبير كاريسيميه )اعتبرت نهاية توظيف ملك نابولي في مفاوضات الأماكن المقدسة وبألأضافة للمعرفة الرسمية فأن الوثيقة احتوت ايضا نصائح تهدف لتأمين استمرارية المنظمة . وبحدس خاص فان الشخصية العالمية للجسم الكنسي والديني كانت مؤكدة . ونصح ان يحضر الرهبان من اية محافظة كانت ولحفظ أمن النظام نصح بأن الرهبان مهما كانت المشاكل التي كانوا ينتمون اليها فعند دخولهم الخدمة في ألأراضي المقدسة سيكونوا تحت طاعة ألأب الحارس لجبل صهيون في القدس ويمثل وزير المحافظة المقيم في فبرص .وفي سنة 1347 استقر الفرنسيسكان مؤقتا في بيت لحم قرب كنيسة سيدنا المسيح ( المهد ).


أول تماثيل ألأرض المقدسة والتي يرجع تاريخها الى 1377 زودت الى ما لا يقل عن عشرين خدمة دينية في ألأماكن المقدسة : العلية المقدسة –كنيسة القيامة المقدسة وبيت لحم .ويتكون نشاطهم الرئيسي ضمان الحياة الليتورجية في ألأماكن المذكورة ولتزويد المساعدة الدينية للحجاج ألأوروبيين .حددت وثيقة 1390 ان محافظة ألأراضي المقدسة ومكتب الرئاسة في قبرص وأيضا حراسة ألأرض المقدسة في سوريا تتضمن اربعة اديرة :جبل صهيون – كنيسة القيامة –بيت لحم وبيروت .ومن الجدير بالملاحظة ان الوثيقة بالذات لا تعمل اكثر من انها تؤكد موقع قد طال عليه الزمن من حيث عدد ألأديرة وطائفة التنظيم الديني وهي حراسة ألأرض المقدسة لسوريا وممكن لمنع مسبب ألأرتباك مع تسمية المحافظة ألآراضي المقدسة وهي جزء منها .
في هذه الفترة الرسمية ألأولى من تاريخها استلمت الحراسة "شمع الختم للأستشهاد "مع تضحية عدد من الرهبان وغطى دم الفرنسيسكان ارض القدس سنة 1244 خلال حصار الخوارزميونالذي جعل المسيحيون تحت السيف وذبح رئيس الرهبان وأحيا ألأسكندر الرابع ذكرى الرذيلة وألأجرام سنة 1257.بعد ذلك بتسع سنوات قتل في صفد سنة 1266 اكثر من الفين مسيحي مقاتل , ماتوا بعد ان احتل المدينة السلطان بيبرس.والرهبان ألأبطال الذين لم يريدوا ان يتنازلوا ماتوا معهم ايضا . في سنة 1268 قدمت يافا وانطاكية الضحايا الفرنسيسكان .وأيضا في سوريا سنة 1269 سقط ثمانية رهبان تحت سيف الفتوحات ألأسلامية وتقول القصة كيف انه فوق جثة واحد منهم (الراهب كورادو دي هيليس)وهي تطفو فوق امواج البحر شوهد ضؤان لامعان لحوالي ثلاثة ايام تقريبا .وفي دمشق وطرابلس سنة 1277 دم مسيحي جديد سال على يد جنود السلطان كيلاون .وكانت عكا اخر موقع للمملكة اللاتينيةوقد حوصرت من السلطان ميلك ألأسكاراف .وسقط اكثر من ثلاثين الف مسيحي وكثير من الرهبان على يد الفاتحين المسلمين .

storia 4

 

التعيين لتولي أمر تفويض وميراث الصليبيين وكانت محافظة ألأراضي المقدسة في هذا الوقت قد اعتلت ألأحتلال المحدد للأماكن المقدسة ومثلت فائدة الكنيسة الكاثوليكية في الشرق ألأوسط واعترف باستمرارية قضائها من الناحيتين الكنسية والسلطة المدنية ألأسلامية .في سنة 1347 استقر الفرنسيسكان في بيت لحم بشكل منظم ورسمي في كنيسة مغارة المهد .في سنة 1363 حصلت الملكة جوفانا ملكة نابولي وصقلية على مرسوم من سلطان مصر وبفضل هذا المرسوم دخل الفرنسيسكان ليتملكوا الكنيسة وقب العذراء في سهل (جوسافات ) وفي سنة 1375ومن دير بيت لحم بدأ الفرنسيسكا العمل في مغارة الحليب الواقعة قرب مغارة مهد السيد المسيح .وفي سنة 1392 حصلوا ىعلى حق التقديس في مغارة الجثمانية الواقعة في سهل جوسافات على بعد بضعة امتار من قبر العذراء وفي سنة 1485 استعادوا التكيّف للعبادة في مغارة ميلاد القديس يوحنا المعمدان في عين كارم .
ومع زيادة النشاطات احسوا بالحاجة الى شرعية كافية وفي سنة 1377 صدّق على اول تماثيل للأراضي المقدسة وقد طورت اولى الوصفات تلخيصا في وثيقة (جراتياس اجي)ووصفت ان عدد الخدمات الدينية في ألأراضي المقدسة يجب ألأّ تتجاوز العشرين .وبالنسبة لنشاطاتهم بألأضافة الى اهتماماتهمللعبادة الدينية في المقامات فقد كان على الرهبان ايضا خدمة الحجاج ألأوروبيين الذين يزورون ألأماكن المقدسة .


في سنة 1414اجتمع المجمع العام للرهبان ألأصاغر في لوسان وكما في ألأجتماعات السابقة ناقش المجتمعون مشاكل ألأراضي المقدسة ولاحظوا انه من الضروري ان تكون حراسة ألأراضي المقدسة اكثر استقلالية في المحافظة وزيادة عدد رجال الدين العاملين فيها .وبعد ست عشر سنة اي سنة 1430 ثبت ان حراسة ألأرض المقدسة يجب ان يتم انتخابها من المجمع العام وحافظوا على تطبيق هذا عمليا لمدة ثلاثة قرون وتم اختيار حراس ألأراضي المقدسة من قبل الوزير العام ومجلسه وبقي الى يومنا هذا 
.في سنة 1517 اكتسبت حراسة ألأرض المقدسة وأثناء حفاظها على تسميتها اكتسبت الحكم الذاتي الكامل من خلال ترتيب وضعها كمحافظة تميزت كالعادة بامتياز كلّي خاص .وبكلمة عطف مع التخطيط المرحلي لشكل قضائها استلمت الحراسة ملكات وسلطات خاصة في المناطق المختلفة من الكرسي الرسولي ودائما ومن رؤية ديناميكية لوجود الفرنسيسكان في ألأراضي المقدسة هذا اعنى ان الرهبان كانوا قادرين ان يعملوا بفعالية خصوصا في المساعدة الروحية للحجاج بل حتى اكثر في النشاط المتعلق بالوحدة المسيحية وكان هذا أول نجاح .......خلال مجلس فلورنس (1431 – 1443 )والذي عليه تم الصلح بين مسيحي الشرق المتفرقين والكنيسة الكاثوليكية واظهرت هذه المصالحة نفسها لتكون سريعة الزوال لحوالي قرنين من الزمن ومثّل الفرنسيسكان في ألأراضي المقدسة ألأمكانية الوحيدة ( على ألأرض ) الى علاقة مباشرة ومرخص يها بين العالم الكاثوليكي والكنائس المتفرقة في الشرق ألأوسط . العلاقة مع كنائس الشرق استمرت الى يومنا هذا والتكيّف مع ألأوقات المختلفة والوضعيرافقه العديد من مبادرات اخرى اتخذت من الكرسي الرسولي من اجل احياء التواصل وروح الوحدة المسيحية وبالرغم من أن الرسالة الفرسولية بحثت بصورة كافية ولكنها لسوء الحظ ليست معروفة كما يجب ان تكون 
ونشاط اخر غير معروف نسبيا في تاريخ الفرنسيسكان ان المساعدة الروحية للتجار ألأوروبيين والذين يعيشون او يمرون من المدن الرئيسة مثل مصر مصر سوريا ولبنان تطورت لأوقات المختلفة والوضع ألأوقات المختلفة والوضع في القرن الخامس عشر وبعده من كونه نشاط فصلي خصوصا زمن المجيء والصوم في النصف الثاني من القرن السادس عشر وكانت المساعدة الروحية تقريبا مستمرة الى ان اتخذت ميزة مستقرة في القرن السابع عشر مع انشاء محل اقامة محدد والفرنسيسكان جاؤا اولا مثل مجلس ابرشيات من تجار المستعمرات ألأوروبيين بقيوا هناك كرسل خدمة الكل يشعون نور ألأنجيل حول مكان اقامتهم والتي شيئا فشيئا اتخذت شكل ابرشيات حقيقية وتامة مع نشاطات من انواع مختلفة .


ان نشر ألأنجيل في ألأراضي المقدسة وفي بعض لحظات التاريخ كان ايضا يرتقي الى اداء الواجب للديانة ألأسلامية من الناحيتين الفردية والجماعية لنشر ألأنجيل وهذه الجهودجلبت دائما نتائج سريعة الزوال وأدت الى موت بعض الرهبان .سنة 1391 الشهداء ألأربعة الذين قتلوا والذين قد اعلن عنهم البابا بولس السادس في 21 حزيران سنة 1970 وهم :نقولا تافيليك ( كرواتيا ) ستيفانو دا كونيو (ايطاليا ) ديوداتوس اف روديز وبيير اف ناربون (فرنسا ) ولكلام عن هؤلاء الشهداء في المحاضرة التي القيت بمناسبة ألأعلان عنهم قال البابا :نحن في حضور شهود التناقض شاهد صدمة وشاهد بلا قيمة لأنها لم تقبل في الحال ولكنها ذو قيمة تامة لأنها شرعية بهبة النفس .
وعلى اية حال فوجود الفرنسيسكان في ألأراضي المقدسة يرتبط فوق كل شيء بالمقامات وألأهتمام بها وفي التحليل النهائي فجميع النشاطات ألأخرى يرجع اصلها الى هذه الغاية والمقصود من هذه الخدمة ألألوية وألأهمية ألأنتقائية للكنيسة كلها .
من بداية هذه المرحلة والتي اسميناها التنظيم عمل الفرنسيسكان لأصلاح مقامات ألأراضي المقدسة والتي كانت قد سقطت اطلالا مع الزمن .في سنة 1343 في زمن الصليبيين اصلحت العلية المقدسة ( العشاء ألأخير )سنة 1479 تحت حراسة الراهب جوفاني توماشيللي من نابولي استبدلت كل الدعامات الخشبية لسقف كنيسة المهد في بيت لحم وفي تكملة المشروع شاركت جمهورية فينيتسيا والتي وهبت الخشب اللازم وأيضا دوق بورغندي فيليب دي جود والذي دفع للعمل وادوارد الرابع ملك انجلترا الذي وهب الرصاص لأنشاء البناء .لم تسجل احداث كثيرة في هذه الفترة ومن الضروري ان نتذكر ان النتائج ألأيجابية كانت نتائج معقدة ومفاوضات مطولة وحتى عبء اقتصادي ثقيل وواجهت دائما تمسك لا يقهر بالقوانين .

Chi siamo - Firmano

كانت تلك الحقبة، ولا شك، أصعب الحقب في تاريخ الأرض المقدسة القديم. لم تكن هنالك حقبة أخرى، إستطعنا فيها أن نفهم في الأرض المقدسة معنى المقولة الشهيرة: "ليس هنالك حزيران، بل هي دائماً آذار"، والتي تعني بأن من الصعب أن نتيقن من شيء، لأن لكل شيء أن يتبدل في لحظة، بنفس الطريقة التي بها تتبدل حالة الطقس في آذار. كانت حقبة مورس فيها الإضطهاد: من مضايقات وطرد وتشتيت وإستيلاء على حقوق إكتسبت بعد جهد جهيد. كل هذه الأمور كانت جزءاً من الحياة اليومية. عبر القرون الثلاثة الماضية، كان الفرنسيسكان قد ثبتوا لأنفسهم حضوراً جوهرياً في العديد من الأماكن المقدسة. قامت الجماعة الفرنسيسكانية ببناء دير أقامت فيه على جبل صهيون، كما وإحتكرت الحق في إقامة الخدمات الليتورجية في العلية المقدسة، والإشتراك مع سائر الطوائف المسيحية في إقامة الصلوات المختلفة في القبر المقدس، وبازيليكا القديسة مريم التي تقع في وادي يوشافاط وكنيسة المهد في بيت لحم. أما بالنسبة الى القبر المقدس، فقد إحتكر الفرنسيسكان في القرن الخامس عشر، بسلام، ملكية البناء الذي يضم القبر نفسه، بالاضافة الى مصلى الجلجثة والمغارة التي عثر فيها على الصليب.

في عام 1517، خلف الحكمَ المملوكي في فلسطين، حكم السلطان التركي المقيم في القسطنطينية. إستغل الروم الأرثوذكس اليونانيون كون العديد من أبناء طائفتهم هم أيضاً رعايا تابعين للإمبراطورية العثمانية، ليتدفقوا الى الأرض المقدسة. أدت الرغبة في المنافسة في امتلاك الأماكن المقدسة لدى هؤلاء، الى ظهور حركة معادية للفرنسيسكان، تقدمهم على أنهم مجموعة من الغاصبين، والغرباء المعادين للامبراطورية التركية. في تلك الحقبة، كان على حراسة الأراضي المقدسة أن تمر في إختبار مرير من الإغتصابات المتوالية. أما أكثرها إذلالا وجدية فقد كان طردهم من العلية المقدسة، الأمر الذي تم في عام 1552. كانت صدمة قوية لهم: فعلى مدى قرنين من الزمان، كان دير جبل صهيون بمثابة قلب النشاط الفرنسيسكاني النابض في الأرض المقدسة. 

ما بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر، شهد تاريخ الأماكن المقدسة، من حيث الحق الشرعي في إمتلاكها، سلسلة متتالية من الفقد أحيانا والردّ الجزئي أحياناً أخرى. ويعود الفضل في عدم فقدان الكثير من الأمور في بازيليكا القبر المقدس وبازيليكا بيت لحم، الى النشاط الجزئي والشاق الذي قام به رؤساء الحراسة. إلتجأ الفرنسيسكان الى قادة كاثوليك يطلبون إليهم البدأ في إقامة علاقات دبلوماسية مع السلطان العثماني في القسطنطينية، بغية حماية حقوق الكاثوليك في الأماكن المقدسة. حتى البابا أوربانوس الثامن نفسه، ومن خلال براءة بابوية صدرت عنه في عام 1623، كان قد أكد على أن من حق، بل من واجب، جميع الأمراء الكاثوليك حماية الفرنسيسكان المقيمين في الأرض المقدسة. رغم أن الخسائر التي تكبدها الفرنسيسكان في بازيليكا القبر المقدس وبيت لحم وقبر العذراء القابع في وادي يوشافاط كانت خسائر بينة للعيان، إلا أنهم لم ينفكوا أن حصلوا على حقوق جديدة في أماكن أخرى. في عام 1620، تمكن الفرنسيسكان من الحصول على حيازة نهائية لموقع البشارة في الناصرة، كما وأعطي إليهم أيضاً جبل طابور. يعود الفضل في حيازة هذين الموقعين الى التبرع السخي الذي قدمه الأمير الدرزي فخر الدين. في عام 1754، تم أيضاً الحصول على مزار القديس يوسف في الناصرة، وفي عام 1836 مزار كنيسة الجلد في القدس.

باستعراض تاريخ حراسة الأراضي المقدسة من جديد، ما بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر، تجدر ملاحظة التغييرات القانونية التي طرأت على صورة الحراسة ضمن المخيم الكنسي؛ تغييرات، من الناحية العملية، إستجابت الى التطور القانوني لشخص الأب الحارس. الأب "فيليتشي فابري"، راهب دومينيكاني، جاء لزيارة الأرض المقدسة مرتين، في عام 1480 و 1483، يقدم الأب حارس الأراضي المقدسة كحامل للقب: "متولي" (Provisor) الكنيسة اللاتينية في الشرق، وهي مهمة، على حد تعبيره، في العادة ما كان يمنحها الحبر الروماني بنفسه. في عام 1628، كانت المرة الأولى التي فيها أُعلن حارس الأراضي المقدسة "مسؤولاً" عن مجمع نشر الإيمان، تقريبا في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. غدا هذا اللقب، في وقت لاحق، بمثابة "سُنة" متعارف عليها. نرى الحارس كذلك يتقلد مهمة "رئيس الإرساليات في مصر وقبرص." إضافة الى ذلك، يتمتع الحارس بلقب قانوني آخر هو "المندوب الرسولي في الأرض المقدسة والشرق". بقيت جميع هذه المهام منوطة بالأب الحارس الى أن تمت إعاة تأسيس البطريركية اللاتينية الأورشليمية في عام 1847.
من المؤكد بأن للعلاقة التي ربطت حراسة الأراضي المقدسة بالشرق الكاثوليكي، كان هنالك جانب إقتصادي، يعود الى النظام الذي اتبعه الفرنسيسكان، والذي لا يخصص أي تمويل ثابت، ويستغني في ذات الوقت عن أية إمكانية لتأمين دخل ثابت في الأماكن التي إليها يمتد نشاطهم. لذلك، فإن الحراسة لطالما كانت في حاجة الى دعم مالي يأتيها من الخارج. لم ينفك البابوات عبر القرون، من خلال وثائق كنسية هامة جدا، يدعون الكنيسة جمعاء الى تقلد مهمة تقديم المساعدة الى الأرض المقدسة، مصدرين أوامرهم بتخصيص فترات معينة يتم فيها تنظيم جمع للتبرعات من مختلف الأبرشيات. إضافة الى ذلك، فإن الدعم الإقتصادي الذي أمنته العديد من الحكومات الأوروبية آنذاك، قد كان ولا شك تجسيداً للعناية الإلهية، حتى وإن لم تكن هذه المساعدات دائماً كافية لسد الحاجات المادية، والحاجات التي تفرضها الكرامة، وهي جانب غاية في الأهمية بالنسبة الى الثقافة الشرقية التي في أحضانها أدى الفرنسيسكان خدمتهم.

Chi siamo - chiavi

قام البابا بيوس التاسع، في عام 1847، بإصدار الرسالة الرسولية “Nulla celebrior” التي أعلن فيها عن إعادة تأسيس البطريركية اللاتينية في القدس. تطرقت هذه الوثيقة الى ذكر العقبات التي حالت، حتى ذلك الحين، دون إقامة البطريرك اللاتيني في القدس، كما، ونظراً الى تبدل الأوضاع، فقد أعادت الى البطريرك اللاتيني الأورشليمي ما كانت له في السابق من ولاية. تستمر الأرض المقدسة في تحقيق رسالتها المرتبطة بالعناية الإلهية لصالح الأماكن المقدسة، وفي زيادة نشاطاتها التي تهدف الى خدمة سكان هذه المنطقة التي تعمل في حدودها. وبالنسبة للمزارات المقدسة فقد أحرزت الحراسة ملكية العديد منها: 
ففي عام 1867 تبرعت خادمة الله بولين نيكولاي للحراسة بمزار عمواس؛ وفي عام 1875 أحرزت الحراسة ملكية المرحلة السابعة من طريق الآلام؛ وفي عام 1878 أحرزت ملكية مزار نائين، أما في عام 1879 فقد ضمت الى أملاكها مزار قانا، وفي عام 1880 أحرزت ملكية مزار بيت فاجي، وفي الفترة الواقعة ما بين 1889 و1950 اكتسبت الحراسة الحق في امتلاك: المرحلة الخامسة، ودير " Dominus Flevit"، والطابغة ، وكفرناحوم، وحقل الرعاة قرب بيت لحم، وبريّة القديس يوحنا المعمدان، وجبل نيبو، وموقع معمودية يسوع على ضفاف نهر الأردن، بالإضافة الى مكان صغير يقع بالقرب من العلية المقدسة، وبيت عنيا (العيزرية).


لعبت حراسة الأراضي المقدسة، خاصة خلال هذه الفترة، دورا هاماً في عملية إعادة الإعمار، الجزئية أو الكلية، للمزارات. غالبا ما كانت هذه المزارات عبارة عن مصليات أو كنائس صغيرة، لا أهمية لها. لأسباب اقتصادية، وبسبب الرفض الاجتماعي، بات من المستحيل عمل المزيد. مع بدايات القرن العشرين على وجه التحديد، أبدى الرهبان الفرنسيسكان رغبتهم المشروعة في أن تكون مزاراتهم المقدسة لائقة بالعبادة التي يؤدونها. ونشير هنا إلى أن هذا النشاط الإعماري قد شمل المباني التالية: في عام 1901: بازيليكا عمواس، ما بين عامي 1919 و 1924: بازيليكا النزاع في الجتسمانية، ما بين العامين 1921 و1924: دير التجلي على جبل طابور، ما بين العامين 1952 و1953: مزار بيت عنيا الجديد، ما بين 1953 و1954: مزار حقل الرعاة قرب بيت لحم، وفي عام 1955: "Dominus Flevit" (بكاء الرب) على سفح جبل الزيتون، وما بين 1955 و1969: بازيليكا البشارة في الناصرة.
خلال هذه الفترة، أُريقت دماء الكثير من الرهبان، نذكر على سبيل المثال ما حدث في عام 1860 في دمشق، حين أطلق العنان للإضطهاد الدرزي للمسيحيين في لبنان، الذي إمتد في وقت لاحق تدريجياً الى سوريا ودمشق. بدأ الاضطهاد عقب توقيع السلطان عبد المجيد على اتفاقية في باريس، عام 1856، تضمنت إعترافا منه بالمساوات بين جميع رعاياه، دونما أي تمييز بينهم بسبب العرق أو الدين. أودى الاضطهاد بحياة حوالي 7000 شخص، من بينهم الطوباوي عمانوئيل رويز ورفقائه الشهداء. وقعت حالة إستشهاد أخرى في تركيا، عام 1895، حين قُتل الراهب سلفاتوري ليلّي، أحد الشهداء الذين أعلنت قداستهم لاحقاً.
بالإمكان التعمق في فهم الوضع التاريخي الذي ساد تلك الحقبة، من خلال قراءة القصة التاريخية التي تروي أخبار الهجمات الدموية التي وقعت في القدس عام 1901، حين ظهرت التوترات جزئياً نتيجة إقرار نظام "الستاتو كوو" (الوضع الراهن). متذرعون بذلك، قام الرهبان اليونان بمهاجمة الرهبان الفرنسيسكان وإيذائهم إيذاءاً كبيراً، مستخدمين بعض الحجارة التي جمعوها عن الشرفات المحيطة بالساحة.


أخيراً، في عام 1920، وخلال الإضطهاد الذي طال الأرمن، لقي ثلاثة من الكهنة وإثنين من الرهبان مصرعهم على أيدي الأتراك.
في الختام، هوذا لمحة تاريخية عامة عن حراسة الأرض المقدسة، كما وردت في الإرشاد الرسولي "Nobis in animo" الذي أصدره البابا بولس السادس في عام 1974، حيث جاء فيه: "بتدخل من العناية الإلهية، إنتقلت الأحداث التاريخية في القرن الثالث عشر الى رهبنة الإخوة الأصاغر في الأرض المقدسة. منذ ذلك الحين، يمكث أبناء القديس فرنسيس في أرض يسوع، سنة بعد سنة، من أجل خدمة الكنيسة المحلية والمحافظة على الأماكن المقدسة المسيحية وإصلاحها وحمايتها؛ ولطالما كانت أعمالهم الفاضلة والسخية الفائقة للعادة، شاهدة على وفائهم وأمانتهم للرغبة التي أبداها مؤسسهم، والمهمة التي أوكلها إليهم الكرسي الرسولي.

Chi siamo - Gratias Agimus

الدستور القانوني لحراسة الأراضي المقدسة (براءة البابا اكليمنضس السادس)

من اكليمنضس، الأسقف، خادم خدام الله، إلى الأبناءِ الأحباء، الخادمِ العام وخادمِ الأرضِ حيث تعملُ رهبنةُ الأخوةِ الأصاغرِ، سلامٌ وبركةٌ رسولية.


1. نشكرُ واهبَ جميع النِعَم رافعينَ إليهِ التسبيحَ اللائقَ، لأنه أضْرَمَ غيرةَ التّقوى والإيمانِ في ابنينا العزيزين في المسيحِ، الملك "روبيرتو" والملكة "سانشا" ملكي صقلية، الذائعَيْ الصيتِ في تكريمِ فادينا وربِّنا يسوعَ المسيحِ، واللذيَن لا يَكُفّان عن متابعة العملِ بمحبةٍ لا تعرفُ الكللَ، في كل ما يعود إلى تسبيح الله وتمجيدهِ، وتكريمِ وإجلالِ قبرِ الربِّ المقدسِ وسائرِ الأماكنِ المقدسة في ما وراءَ البحار. 

2. منذُ زمنٍ وقد بَلَغَ سُدَّتنا الأسقفيةَ، النبأَ السعيدَ بأن الملك والملكة، بعدَ نفقاتٍ باهظةٍ ومفاوضاتٍ عسيرةٍ قد نالا مِن سلطانِ بابل ( =القاهرة) الذي يَحتلُ قبرَ الربِّ وأماكنَ مقدسةً أخرى ما وراءَ البحار، أماكنَ تَقدَّسَت بدمِ الربِّ ذاتهِ، ما يُخجِل بشدةٍ المسيحيين، قد نالا منه الإذنَ لأبناءِ رهبنتكم بالإقامةِ بشكلٍ دائمٍ في كنيسةِ القبرِ المذكورِ سابقاً، والإحتفالِ أيضاً في داخلِهِ بالقداديسِ المرتَّلةِ والفروضِ الإلهيةِ، على نحوِ ما يَفعلُ في ذاكَ المكانِ بعضُ الإخوةِ من الرَّهبنة المذكورةِ، المتواجدونَ سابقاً؛ عدا ذلك فإنَّ السلطانَ ذاتَهُ قد مَنَحَ الملك والملكةَ عُليّةَ الربِّ، والكنيسةَ حيث حلَّ الروحُ القدسُ على الرسلِ، والكنيسةُ التي تراءى فيها المسـيحُ للرسُـلِ بعد قيامَتِه، بحضورِ الطوباوي توما؛ وكانت الملكةُ قد بَنَتْ ديراً على جبلِ صهيون، حيث توجد، كما هو معلومٌ، العليَّة والكنيستانِ المذكورتانِ؛ لأنها منذُ زمنٍ قد شاءتْ أن تموِّلَ باستمرارٍ وعلى نَفَقَتِها الخاصةِ إثنا عشرَ أخاً من رهبنتكم لأجلِ إقامةِ الفروضِ المقدسةِ في كنيسة القبرِ المقدس مع ثلاثةِ أشخاصٍ عِلمانيين لخدمةِ الإخوة أنفسهم والقيامِ بإحتياجاتهم.


3. لهذا فإن الملكةَ المذكورةَ سابقاً، لإتمامِ غاية تقواها وتقوى الملك في هذا الشأن، قد إلتمسَتْ بتواضعٍ أن نتدخَّل بسلطَتِنا الرسوليَّة لإتخاذ التدابير اللازمةِ في تلكَ الأماكنِ المقدسة وذلك بإرسال رهبانٍ أتقياءَ وخدامٍ مناسبينَ حتى الوصول إلى العددِ المذكور أعلاه.


4. ونحن إذ نوافقُ على العزيمةِ التقية والجديرة بالمديح للملك والملكة المذكورين، وعلى نيَّتِهِما الصالحة والمستحقّةَ البركةَ الإلهيةَ، ونودُّ أن نرضيَ بشكلٍ ملائمٍ نذورَهم ورغباتَهم، بواسطةِ هذه (البراءة) نمنحُ لجميعِكم ولكلِّ واحدٍ منكم سلطةً مستقلّةً وتامةً لتَدعوا الآن وفي المستقبل، إلى محضرِكم، أولئك الرهبانَ المناسبينَ المختارين من كلِّ فروعِ الرهبنة، وذلك بسلطةٍ رسوليةٍ، وبطلبٍ من الملكِ والملكةِ المذكورين، أو بطلبِ أحدِهما، أو أَحَد خلفائِهما، بعد الأخذِ برأي المستشارينَ في رهبنيتكم.


5. ونظراً لأَهَمِّيَّة هذا الأمرِ، اجتهدوا في إرسالِ المختارينَ لخدمةِ الله إلى كنيسةِ قبرِ الربِّ وإلى العليّةِ المقدسةِ وإلى الكنيستان المذكورتان سابقاً؛ بعد الإستعلامِ عن أهليَّة أولئكَ الرُّهبان، الذين تَدعونَهم بواسطةِ خُدّام الرهبنةِ الإقليميينَ، لِيُختاروا ويُرسَلوا إلى تلكَ المناطِقِ؛ وفي حالِ نَقْصِ واحدٍ منهُم، ليُمنحَ الإذنُ للرهبانِ الآخرين بأن يَحُلّوا مكانهُ، ويُقيموا هناك كلَّما دَعَتِ الحاجةُ.

6. نمنحُكم أيضاً الصلاحيَّة لأن تُجبروا، بعدَ تنبيهٍ، أولئكَ الرهبان المعارضين، بواسطةِ العقوباتِ الكنسيّةِ بالرَّغمِ من أيِّ تحريمٍ رسوليٍ أو نظامٍ مخالفٍ في ذاتِ الرهبنةِ حتى لو كان مَدعوماً بشهادةِ وتأكيدِ الكرسي الرسولي أو بأيَّةِ إتفاقيةٍ؛ أي إن كان الكرسيُ الرسوليُّ قد أعطى البعضَ بصورةٍ عامةٍ كانت أَم خاصةٍ إستثناءً من أَيَّةِ عقوبةٍ، توقيفٍ أو حِرمٍ، بواسطةِ رسالةٍ حبريةٍ لا تَذكُرُ بشكلٍ صريحٍ وواضحٍ وحرفيٍّ هذه الصلاحيّة.


7. نحن نريدُ أن يكونَ الرهبانُ المختارون بهذه الطريقةِ للسفرِ إلى ما وراء البحار، تحتَ طاعةِ خادمِ الرهبان هناكَ والخادمِ الإقليميِّ للأرضِ المقدسةِ في كلِّ ما هو من اختصِاصِه.

(أعطيت في أفينيون بتاريخ 21 تشرين الثاني 1342م، في السنة الأولى لحبريتنا)

(أعطيت في أفينيون بتاريخ 21 تشرين الثاني 1342م، في السنة الأولى لحبريتنا)

الوضع الراهن , أو الحالة الراهنة ( يبقى الحال على ما هو ) كما يطلق عليها عادة في الأراضي المقدسة وفي العديد من الإصدارات المنشورة وتشير بالمعنى الواسع الى الحالة التي تكون عليها الطوائف في علاقتها مع حكومات المنطقة.

على وجه التحديد الستاتسكو " الوضع الراهن " ينطبق على الوضع التي تكون فيها الطوائف المسيحية في كنائس الأراضي المقدسة، أوضاع وحالات لتتعلق بالملكية والأحقية داخل هذه المقامات ( الكنائس ) بشكل منفرد والاشتراك مع طقوس أخرى في كنيسة القيامة وفي كنيسة المهد في بيت لحم وقبر السيدة العذراء في القدس.

حياة ووجه هذه الكنائس لا ينفصل عن النظم السياسية في الأراضي المقدسة الأمر الذي أدى ببطئ الى وضع القوة اليوم.
خلال القرنين السابع عشر و الثامن عشر كانت الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في صراع مستمر على بعض الكنائس ( كنيسة القيامة، قبر السيدة العذراء وبيت لحم) وكانت فترة من الخلافات الأخوية والتدخلات السياسية. خلال هذه الأحداث الأليمة وصلت الأحداث حتى صدر إعلان رسمي في 8 شباط من العام 1852 طلق عليه مصطلح " الستاتسكو " ( الوضع الراهن).

الستاسكو ( الوضع الراهن ) تم استخدامه في الكنائس وخصوصاً كنيسة القيامة والذي حدد ملكية الأماكن المقدسة وبالأخص المسافات والمساحات داخل هذه الكنائس وحتى الأوقات والدهاليز وكيفية استعمالها وتحقيقها ومعرفتها حتى في الترانيم أو القراءات البسيطة. 

لا بد لنا هنا أن نذكر ونتذكر أن الطوائف الرسمية غير اللاتين هم اليونان، الأرمن، الأقباط والسريان ولكل تغيير مهما كان يجب أن يأخذ بالحسبان باقي هذه الطوائف.

طوائف كنيسة القيامة تنظم نفسها بحسب التقويم الزمني لكل الشعائر بينما يتعلق بالطائفة الكاثوليكية، يتبع الفرنسيسكان الأعياد وفقاً لوقار الاحتفال والذي انشأ قبل إصلاح مجمع الفاتيكاني الثاني لان هذا يعطي الحق حسب الستاتسكو بان يقدسوا صلاة الغروب وصلاة باكر ( الصباح ) وقداس وطقوس احتفالية أخرى مرتبطة بالمواكب والبخور الخ....

ومن أجل فهم الحالة بشكل أفضل هناك حاجة الى بعض النصوص التاريخية.
مباشرة بعد دخوله إلى القسطنطينية عين السلطان محمد الثاني بطريرك القسطنطينية مسؤولاً عن السلطتين الدينية والمدنية لكل مسيحي يعيش في الإمبراطورية.

وبعد ذلك الحين تم استغلال هذا الوضع من قبل الطوائف الأرثوذكسية اليونانية وقاموا بالـتأثير على سلاطين الدولة العثمانية والحصول على مزايا في الأماكن المقدسة والكنائس. واستطاع رجال الدين اليونان أن يحلوا مكان رجال الدين الأصليين.

منذ العام 1634 كان البطريرك الأرثوذكسي في القدس يونانياً. في هذه الفترة بدأ رجال الاكليروس اليونان بالمطالبة بأحقيتهم في الأماكن المقدسة. 
في العام 1666 أدعى بطريرك القدس الأرثوذكسي جيرمانو حق الأرثوذكس في كنيسة بيت لحم.

وهكذا تمت مرة أخرى المطالبة من قبل البطريرك صفرونيوس الرابع ( 1608- 1579 ) والبطريرك ثيوفونيوس ( 1644- 1608 ).

وكانت مطالبات مماثلة في الأحقية في كنيسة القيامة وتوقفت هذه المحاولات والمطالبات بفضل تدخل فرنسا والبندقية لدى الباب العالي ( هكذا سميت الهيئة العليا في الدولة العثمانية آنذاك ).

في العام 1633 استطاع البطريرك ثيوفونيوس الحصول على قرار رسمي مرسوم يعود إلى زمن عمر (638) الذي أعطى حقوق مميزة لبطريرك اليونان الارثوذكسي على مغارة المهد، جلجلة الصلب وحجر المغسل. واستطاعت القوى الغريبة وبضغط من البابا اوربان السابع أن تجمد المرسوم. ومع ذلك تم إصدار هذا المرسوم مرة ثانية عام 1637.

في تلك الفترة كانت البندقية والنمسا وبولندا تخوض حرب ضد الامبراطورية ولم يستطيعوا التأثير لمصلحة الفرنسيسكان، وتدهور الوضع أكثر في العام 1676 عندما حصل البطريرك دوسيتيو 1707-1669) على مرسوم أخر يعطيه بموجبه الامتلاك ألحصري لكنيسة القيامة، وبعد احتجاجات من الغرب عين الباب العالي محكمة خاصة لفحص الوثائق المختلفة.

في العام 1690و بمرسوم خاص أعلن عن ان الفرنسيسكان هم حاملوا اللقب للكاتدرائية. ومن ثم نشطت القوى الغربية بالأمور المتعلقة بالحكومة العثمانية لضمان حقوق الكاثوليك في الأماكن المقدسة وكان هذا في قمة كارلويتس عام 1699 وقمة باسورفيتش عام 1718 وقمة بلغراد عام 1739 وسيستو عام 1791 ومع ذلك فإن النتائج من هذا النشاط لم تكن بالكثيرة.

في العام 1767 وفي إعقاب اشتباكات عنيفة وتخريب بين السكان المحليين من الفرنسيسكان والأرثوذكس صدر مرسوم من الباب العالي يكلف اليونان الأرثوذكسي بالسيطرة على كاتدرائية بيت لحم وقبر السيدة العذراء ومعظم أجزاء كنيسة القيامة وعلى الرغم من النداءات المتكررة من قبل البابا كليمنت الثامن إلى القوى الغربية،فقد تم التأكيد على المرسوم وتم إصلاح أوضاع الأماكن المقدسة بشكل نهائي حتى يومنا هذا ما عدا بعض التفاصيل الصغيرة.
في القرن التاسع عشر أصبحت مسألة الأماكن المقدسة مرتبطة بالخلافات السياسية لا سيما بين فرنسا وروسيا.

وفرنسا حملت على عائقها حقوق الكاثوليك بينما حملت روسيا حقوق الأرثوذكس.

في عام 1808 شب حريق كبير في كنيسة القيامة دمر بالكامل تقريباً الكنيسة الصغيرة مقابل القبر. 

حصل اليونان على (إذن تصريح) ببناء قبر جديد والموجود حالياً.

في العام 1829 تم الاعتراف نهائياً بحق الأرمن الأرثوذكس في الكاتدرائية، في العام 1847 أزال اليونان النجمة الفضية التي كانت تقع في مكان ولادة الرب في مغارة المهد وعلى هذه النجمة كانت مقولة مكتوبة باللغة اللاتينية مما يشير إلى ملكية اللاتين للمكان.
في العام 1852 طالب السفير الفرنسي لدى الباب العالي باسم القوى الكاثوليكية التأكيد على حقوق الفرنسيسكان ما قبل العام 1767 وخصوصاً تبديل نجمة المغارة.

وبضغط من القيصر نيكولاس على الإمبراطور العثماني تم الرفض وأصدر مرسوماً أعلن بموجبه تثبيت الستاتسكو( الوضع القائم) وهو المعمول به منذ العام 1767 وتم الحفاظ عليه حتى يومنا هذا.

ومن ثم، وعلى الرغم من الجهود المتكررة والتحولات التي تلت الحروب، بقي الوضع على حاله حتى لو انه تمتت إعادة النجمة إلى مكانها ومع ذلك وبعد سقوط الإمبراطورية العثمانية وإنشاء الانتداب البريطاني تم تعديل الوضع الراهن(القائم) أكثر.

 

هذا الستاتسكو يعتبر اليوم من المسلمات وحقيقة موروثة.

  • الوضع الراهن ) الستاتسكو ( يحكم العلاقة بين الطوائف المسيحية وهي ودية.
  • الحوار المسكوني قلل الصراع التاريخي في الادنة الأخيرة.
  • وهناك لا وجود بعد الآن على الأقل من جانب الكاثوليك ما عرف آنذاك باغتصاب الأماكن المقدسة، على العكس تماماً فإن التنوع الطائفي أثرى الحق المكتسب بطريقة أثمن.
  • اليوم تعقد الاجتماعات الدورية بين مختلف الطوائف التي تركز على إعادة الكاتدرائية وإمكانية التوزيع الأفضل للصلوات المختلفة.
  • والقرارات يتم اتخاذها بالاتفاق بين جميع الطوائف الدينية دون أي تدخل خارجي ذات طابع سياسي أو مدني.

 

الوضع الراهن

صليب الأراضي المقدسة

صليب الأراضي المقدسة وهو صليب احمر يوناني موضوع بقوة على خلفية بيضاء مع أربعة صلبان صغار واحد في كل ضلع من الأضلاع الأربعة وهو يعرف ب " *صليب القدس* " وهو رمز لحراسة الأراضي المقدس .


الخلفية التاريخية والأصل


لا يوجد معلومات معينة حول أصول هذا الرمز الشهير . هذا المز شكله كثيرون إبان تأسيس المملكة من قبل الصليبيين في العام 1099 , ويظهر في الواقع على العملة وعلى الأختام والأعلام التي لا علاقة لها مع عالم الحملات الصليبية.
وفي الواقع صحيح أن صليب القدس ومع الصليبيين اخذ الهوية السياسية بالتوازي مع الهوية الدينية فضلاً عن الهوية الإقليمية .
وانه من المحتمل جداً أن يكون صليب القدس هو تطور للصليب اليوناني مع نقاط بدل الصلبان الصغار واستخدمت من قبل الجماعة المسيحية الأولى في منطقة الشرق الأوسط أثناء العصر الروماني قبل ألف عام من الصليبيين . وبالحقيقة فان العديد من العلامات التي وجدت في أماكن مختلفة من الأراضي المقدسة تذكر بصليب القدس ومن ضمنها بعض الفسيفساء التي تتطابق مع الصليب الحالي . وهذا هو الرابط الأساس لاعتماد هذا الرمز من قبل الفرنسيسكان في الأراضي المقدسة .

المعنى

المعنى الذي اعتمدته وتتبناه حراسة الأراضي المقدسة يكمن في استحضار الآلام السيد المسيح وسموه العالمي.
وبالنسبة لكثير فان عدد الصلبان ( أربعة صلبان وصليب كبير ) ترمز إلى جراح يسوع المسيح الخمسة على الصليب , بينما الصليب والذي كان دائماً رمز للكون من خلال الرقم أربعة , والتي تشير إلى أربعة نقاط أصلية واللانهائية التي تمثل الوجود لكوني للقوة الإلهية.

البابوات في الأرض المقدسة ولقائهم بالحراسة

12

أول خليفة للقديس بطرس يقوم برحلة حج إلى الأرض المقدسة. قام بولس السادس برحلته في شهر كانون الثاني عام 1964، بينما كانت الكنيسة تحتفل بالمجمع الفاتيكاني الثاني. وصل قداسة البابا إلى عمان، في الأردن، حيث التقى بالملك حسين. ومن هناك، توجه في المركبة الى القدس، بعد أن توقف للصلاة عند ضفاف نهر الاردن ودير الفرنسيسكان في بيت عنيا. اكتسى هذا الحج أهمية تاريخية ورمزية كبيرة للكنيسة. قام بولس السادس بزيارة الأماكن المقدسة حيث عاش وتنقل يسوع المسيح، حاملا مثله الرسالة نفسها: رسالة السلام والمحبة.

رافق الحبرَ الأعظم في رحلته إلى الأردن من كان آنذاك حارساً للأرض المقدسة، الأب لينو كابييلو جزيل الوقار.

وبعد الاستقبال المهيب الذي أعد له في البلدة القديمة من قبل الجماهير والحجاج الذين كسروا الحبال واجتازوا الحواجز عند وصوله، وصل الأب الأقدس أخيرا إلى كنيسة القيامة حيث كان في استقباله الرهبان الفرنسيسكان. وهنا، توقف الأب الأقدس للصلاة عند قبر المسيح الفارغ، واضعاً غصن زيتون من الذهب أحضره معه من روما، وهنا أيضاً احتفل الحبر الأعظم بالقداس الإلهي وذكرى الآلام والصلاة من أجل الوحدة.

قام الفرنسيسكان أيضاً باستقبال الحبر الأعظم في مزار البشارة في الناصرة، الذي كان لا يزال قيد الإنشاء، وقد قام بولس السادس نفسه بمباركته بهذه المناسبة. وهنا، قدم الأب الأقدس للأب الحارس تاجاً من الحجارة الكريمة كي يوضع على لوحة البشارة.

ولم تستثنى من هذا الحج الى الأماكن المقدسة زيارة أماكن أخرى مهمة مثل بحيرة طبريا وكفرناحوم وكنيسة التجلي، وهي مزارات يسهر الفرنسيسكان على حراستها، ولذلك قام الرهبان بالشرح عنها للأب الأقدس.

كانت المحطة الأخيرة لهذا الحج في بيت لحم، حيث ألقى الأب الأقدس خطاباً مهماً في مغارة الميلاد. رسالة وجهها إلى العالم أجمع تضمنت دعوة إلى السلام والسعادة للجميع.

 

البرقية التي وجهها الأب الأقدس بالتلغرام إلى الأب حارس الأراضي المقدسة جزيل الوقار

من بين الذكريات التي لا تمحى من الذاكرة، وهي صور مفيدة لعقلنا المتأثر بمسار الحج الذي قمنا به في الأماكن التي تقدست بأسرار الفداء المسيحي، نودّ التوقف أمام الفكرة التي تذكرنا باللقاءات التي تمت مع الأحباء الرهبان الفرنسيسكان في الأرض المقدسة، في بيت ضيافتهم وفي المزارات التي يتمتعون بامتياز حراستها، وفي الأماكن التي يعززون فيها العبادة الأبدية باسم الكنيسة الكاثوليكية.

نحن سعداء بأن نغتنم هذه الفرصة السانحة للتعبير عن فكرة ملؤها التقدير والإحترام مع الشكر لجميع أبناء القديس فرنسيس المستحقين، والذين أتموا على مرّ القرون، بكل تفانٍ، خدمة ثمينة وخصبة وعملاً رسولياً أميناً في أرضنا المختارة، أرض يسوع، بإيمان حي مشعّ ومحبة متقدة وغيرة متأنية.

وإذ نكرّر شكرنا المقرون بمشاعر الرضى، لكم ولجميع الرهبان التابعين للحراسة، نسأل الفادي الإلهي أن ينشر عليكم مواهبه السماوية، وإننا نمنح عملكم المقرون بالغيرة بركتنا الرسولية المقرونة بالشفاعة.

البابا بولس السادس

 

11

استمر حج البابا يوحنا بولس الثاني مدة سبعة أيام: من 20 وحتى 26 آذار 2000. وكان في استقبال الحبر الأعظم جلالة ملك الأردن عبدالله الثاني برفقة سائر أفراد العائلة المالكة، حيث بدأ قداسته حجه اليوبيلي من عمان، على خطى سلفه البابا بولس السادس. وقد تميزت رحلته أيضاً بالرغبة في توجيه رسالة قوية تدعو إلى السلام والأخوة: "مهما كانت صعبة، ومهما كانت طويلة، على عملية السلام أن تستمر" (من الرسالة التي ألقاها في عمان).

شارك في هذا اللقاء التاريخي أيضاً كل من الأب الحارس جوفاني باتيستيلّي والأب جاكومو بيني، الرئيس العام لرهبنة الإخوة الأصاغر اضافة إلى ممثلين آخرين عن الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة الروم الأورثوذكس.

وفي خطابه الذي ألقاه على جبل نيبو، حيى يوحنا بولس الثاني الحاضرين وحيى بداية رحلته مذكراً بشخصيتي موسى ويسوع المسيح العظيمتين، اللتين كرس لهما كل خطوة في رحلة حجه. كما وتوجهت تحيته أيضاً في هذا اليوم الأول إلى أبناء القديس فرنسيس وخدمتهم التي امتدت إلى مئات السنين لحراسة الأماكن المقدسة.

وصل يوحنا بولس الثاني إلى الأرض المقدسة في لحظة تاريخية تختلف عن سنوات الستينيات. وكذلك كانت حالته من الناحية الجسدية مختلفة عن حالة سلفه، ولكن في الظاهر فقط. فالروح والرسالة كانت نفسها: السلام والأخوة والعدالة لجميع الناس.

جاء الناس مسرعين من كل مكان لرؤيته وإلقاء تحية ترحيب حارّة به. وكذلك كان ترحيباً حارّاً ذاك الذي خصه به أيضاً كل من ملك الأردن ورئيس دولة اسرائيل عيزر وايزمان ورئيس فلسطين ياسر عرفات.

وفي بيت لحم، وجه يوحنا بولس الثاني كلمة تشجيع للشعب الفلسطيني مذكراً إياه بأن السلام ممكن فقط حينما تُحترم حقوق الإنسان، حاثّاً من ثم الأقلية المسيحية على وقف الهجرة. نزل قداسة البابا بعد ذلك الدرجات متوجهاً نحو مغارة الميلاد وإلى جانبه من هنا ومن هناك كل من الأب الحارس والرئيس العام، لمساعدته. وهنا، امضى بعض الوقت في الصلاة.

كانت غاية في الأهمية ومحط إعجاب الكثيرين مداخلتُه التي ألقاها أثناء اللقاء الذي جمع مختلف الأديان في مدرج فندق نوتردام في القدس، إذ رأى في هذا الحوار الذي يجمع بين مختلف الأديان الطريق نحو السلام في العالم وخاصة في الأرض المقدسة.

وكذلك فإنه لم يستطع أن يفوّت فرصة الذهاب لزيارة كنيسة الناصرة، إذ تم تنظيم رحلة حجّه كلها بالعودة إلى عيد البشارة. كان في انتظاره عند مدخل الكنيسة الأب الحارس جوفاني باتيستيلي والرئيس العام لرهبنة الإخوة الأصاغر الأب جاكومو بيني.

ومن بين المبادرات غير المتوقعة التي أصبحت كذلك جزئاً من التاريخ، الزيارة التي قام بها للحائط الغربي والصلاة التي تركها في احدى تشققات الجدار.

أمّا آخر زيارة قام بها الحبر الأعظم فكانت إلى القبر المقدس في 26 آذار، وهو آخر يوم في رحلة حجه التي قام بها بمناسبة اليوبيل. وبعد احتفاله بالقداس الإلهي صباحاً وتناوله طعام الغداء في مقر البطريركية اللاتينية، طلب قدسته بصورة مفاجأة العودة إلى القبر المقدس في زيارة خاصّة، ليصعد إلى الجلجلة التي نظر إليها في الصباح من بعيد فقط لدى خروجه من القيامة.

من المقالات التي كتبها فرانكو فالينتي الفرنسيسكاني وجانبييرو سانديونيجي، مجلة الأرض المقدسة 2000 و2009.

Papi in Terra Santa - Benedetto XVI

"رحلة حج، بل أكثر، إنه الحج بامتياز إلى نبع الإيمان؛ وهي في نفس الوقت زيارة رعوية للكنيسة التي تعيش في الأرض المقدسة: هي جماعة ذات أهمية فريدة، لأنها تمثل حضوراً حياً في المكان الذي نشأت فيه".

هذه كلمات بندكتوس السادس عشر لدى عودته من الزيارة التي قام بها للأرض المقدسة. وتمثل هذه الكلمات أيضاً جوهر الحضور الفرنسيسكاني ورسالته التي تشمل المحافظة على هذه الجماعة حيّة.

 

بندكتوس في مغارة البشارة في الناصرة

تكتسي زيارة بندكتوس السادس عشر إلى الأرض المقدسة أهمية تاريخية وروحية. وإن مراحل حج "بطرس" لا تتغير، كما ولا يتغير المعنى العميق لخطاباته. إن الكلمات التي يوجهها إلى الأرض المقدسة هي كلمات دعم وتشجيع لمن يبحث عن السلام ولمن يبحث عن الوحدة ولمن يبحث عن القوة لكي لا يتخلى عنها.

 

"على الكنيسة في الأرض المقدسة، التي لطالما اختبرت ظلمة سرّ الجلجلة، أن تبقى المنادي الجريء برسالة الرجاء المنيرة التي يعلنها القبر الفارغ. يعلمنا الإنجيل أن باستطاعة الله جعل كل شيء جديداً، وأن التاريخ لا يعيد نفسه، وأن باستطاعة الذكريات نيل الشفاء، وأن بالإمكان تخطي الثمار المرّة التي تنتج عن توجيه الإتهامات للآخرين والشعور نحوهم بالعداء، وأن مستقبلاً ملؤه العدل والسلام والإزدهار والتعاون أمر ممكن لكل رجل وامرأة وللعائلة البشرية بأسرها، وبشكل خاص لذلك الشعب الذي يبقى مقيماً على هذه الأرض العزيزة للغاية على قلب المخلص."

 

بهذه الكلمات شجع بندكتوس السادس عشر الأشخاص الذين جاؤوا يصغون إليه أمام القبر الفارغ، ذلك القبر الذي "غير مجرى تاريخ البشرية".

 

السلام تحت علامة القديس فرنسيس

لأكثر من مرة عبر الحبر الأعظم عن شكره للرهبان التابعين للحراسة، على العمل الذي يقومون به في الأرض المقدسة. وقد اعترف قداسته بأن الدور الذي يلعبه الرهبان هو مكوِّن لا غنى عنه لبناء السلام، مذكراً الجميع كيف كان القديس فرنسيس نفسه "رسولاً كبيراً للسلام والمصالحة".

 

جوزيبي كافولّي، بطرس من جديد عند القبر الفارغ، مجلة "Terrasanta"، العدد 3، أيار-حزيران 2009، السنة الرابعة، ص70-72 مع المقدمة، ص3.


" في هذه البازيليك، والتي ينظر إليها كل مسيحيٍّ بإكرام عميق، يصل إلى ذروته الحج الذي أقوم به برفقة أخي الحبيب بالمسيح، صاحب

Papa Francesco 1

القداسة برتلماوس. إنها لنعمة عظيمة أن نجتمع هنا للصلاة. القبر فارغ، ذاك القبر الجديد في بستان حيث وضع يوسف الرامي جسد يسوع بإجلال، إنه المكان الذي انطلق منه إعلان القيامة: "لا تخافا، فإني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب، ليس هو ههنا، لأنه قام كما قال هلمّا انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعا فيه. واذهبا سريعا قولا لتلاميذه: إنه قد قام من الأموات" (مت 28، 5 – 7). هذا الإعلان، والذي تؤكده شهادة الذين تراءى لهم الرب القائم من بين الأموات، هو جوهر الرسالة المسيحية التي نُقلت بأمانة من جيل إلى جيل. إنه أساس الإيمان الذي يجمعنا والذي بفضله نعلن معًا بأن يسوع المسيح، ابن الآب الوحيد وربنا الأوحد".

هذه هي الكلمات التي ألقاها البابا أثناء اللقاء في كنيسة القيامة.

وكان البابا فرنسيس قد أعلن عن زيارته إلى الأرض المقدسة أثناء صلاة السلام الملائكي التي ألقاها في الخامس من شهر كانون الثاني من عام 2014: "في جوّ الفرح، الذي يميّز هذا الزمن الميلادي، أرغب بأن أعلن انّه من 24 الى 26 أيار القادم، ان شاء الله، سأقوم برحلة حج الى الأرض المقدّسة. والهدف الرئيسي هو إحياء اللقاء التاريخي بين البابا بولس السادس والبطريرك المسكوني اثيناغورس الاول، الذي حدث في مثل هذا النهار 5 كانون الثاني، قبل خمسين عاماً. مراحل الرحلة ثلاث: عمان، بيت لحم والقدس. ثلاثة أيام. وفي كنيسة القبر المقدس، سنحتفل بلقاء مسكوني مع جميع ممثلي الكنائس المسيحية في القدس، مع بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس."

واليوم أيضًا يشكل الأطفال علامة

بيت لحم، 25 أيار 2014

"إن الطفل يسوع المولود في بيت لحم هو العلامة التي منحها الله للذين كانوا ينتظرون الخلاص. واليوم أيضًا يشكل الأطفال علامة. علامة رجاء، علامة حياة، وإنما أيضًا علامة "تشخيصيّةً" لفهم الوضع الصحيّ للعائلة والمجتمع والعالم بأسره. يكرّر الله لنا اليوم أيضًا نحن رجال ونساء القرن الحادي والعشرين: "إليكم هذه العلامة"، ابحثوا عن الطفل...". 

وهكذا فقد منح البابا فرنسيس بالفعل، قبل مغادرته بيت لحم وفلسطين، الوقت للإصغاء إلى الأطفال الفلسطينيين. وفي مخيم الدهيشة للاجئين، التقى البابا فرنسيس بمائة طفل، وعلمهم بكلمات بسيطة كيف ينتزعون الكراهية والعنف، وكيف ينطلقون في الحياة: "لا تدعوا الماضي يقرّر حياتكم أبدا. انظروا دوما إلى الأمام. اعملوا وناضلوا لتحصلوا على الأشياء التي تريدونها. لكن اعلموا شيئا أنه لا يمكن التغلب على العنف بواسطة العنف! يمكن التغلب على العنف بواسطة السلام! من خلال السلام، من خلال العمل. وأسأل الله أن يبارككم! وأطلب منكم أن تصلّوا من أجلي!"

الإحتفال المسكوني في كنيسة القيامة

 

القدس، 25 أيار 2014

كما حدث قبل 50 عاماً، حين تعانق البابا بولس السادس والبطريرك أثيناغورس على جبل الزيتون، كذلك إلتقى البابا فرنسيس والبطريرك بارثولوميوس في هذا المكان الأكثر أهمية لسائر المسيحيين ألا وهو القبر المقدس.

وقد أكد بطريرك القسطنطينية قائلاً: "نقف بإجلال وتأثّر واحترام أمام المكان الذي “وُضع فيه الرب”، القبر الواهب للحياة الذي انبثقت منه الحياة. ونرفع المجد لله الكلي الرحمة الذي جعلنا، نحن خدامه غير المستحقين، أهلا لهذه البركة العظيمة لنكون حجاجا في المكان الذي تجلى فيه سرّ خلاص العالم.
إن هذا القبر المقدس يدعونا إلى نبذ خوف من نوع آخر، قد يكون الخوف الأكثر انتشارا في زمننا المعاصر: أي الخوف من الآخر، الخوف مما هو مختلف، الخوف ممن ينتمون إلى إيمان آخر، دينٍ آخر، أو طائفة أخرى. إزاء هذه الظروف تبرز رسالة القبر الواهب للحياة بشكل طارئ وواضح: أحبب الآخر، الآخر المختلف، أتباع الديانات والطوائف الأخرى."

أمّا قداسة البابا، فقد أعلن قائلاً: " لكن وبعد خمسين سنة من عناق هذين الأبوين المكرمين، نعترف بامتنان ودهشة متجدّدة كيف كان ممكنًا، بفضل دفع الروح القدس، إتمام خطوات مهمة نحو الوحدة. علينا أن نؤمن بأنه كما دُحرج حجر القبر، هكذا أيضًا يمكن إزالة جميع الحواجز التي لا تزال تمنع الشركة الكاملة بيننا. ستكون نعمة من نعم القيامة يمكننا أن نتذوقها مسبقًا منذ اليوم. ففي كل مرّة نطلب المغفرة من بعضنا البعض على الخطايا المقترفة تجاه مسيحيين آخرين، وفي كل مرّة نتحلى بشجاعة منح أو نيل هذه المغفرة، فنحن نعيش خبرة القيامة! "

عناق المحبة الذي تم في القدس، تحت علامة البابا مونتيني وأثيناغورس، يهدف اليوم لأن يلمس قلوب المؤمنين في العالم كله. 

زيارة مفاجأة إلى دير المخلص

القدس، 25 أيار 2014

مغيراً برنامجه الرسمي، قرر البابا فرنسيس تناول طعام الغداء برفقة جميع الرهبان الفرنسيسكان في دير المخلص. لم يقم بمثل هذه الزيارة أي من البابوات السابقين، رغم كون دير المخلص هو البيت الرئيسي لجميع الرهبان الفرنسيسكان في الأرض المقدسة، ورغم كون البابوات قد احتفلوا في الأماكن المقدسة التي يحرسها أبناء القديس فرنسيس. كانت لحظة من السعادة العارمة. وقد سمعتْ مدينة القدس برمتها صوت تصفيق خمسة وتسعين راهباً كانوا في انتظار قداسة البابا في قاعة طعام الدير، من بينهم عدد كبير من الرهبان الشباب. كان الطعام بسيطاً. وقد اختبرنا البساطة "والصغر"، كما اعتداد أن يردد البابا فرنسيس. نلاحظ من خلال الصور قدر المحبة التي يحملها البابا للجميع اضافة إلى بساطته وفرحه. ماذا تريدون مني أن أقول لكم؟ بالنسبة لي، كانت تلك الزيارة مثل زيارة أعز صديق لي. ومعه جائت السعادة. فرح البابا عبر عن كل شيء. وقد شعرت بأنني فرنسيسكاني أكثر. 

ملخص للنص الذي كتبه الأب أرتيميو فيتوريس، الفرنسيسكاني.

البابا في الجسمانية: مَن أنا أمام ربّي الذي يتألمّ؟

القدس، 26 أيار 2014

"في تلك الساعة، شعر يسوع بالحاجة للصلاة وقُرب تلاميذه منه، أحبائه الذين تبعوه وقاسموه رسالته عن كثب. ولكن، هنا في الجتسمانيّة، يُصبح الإتباع صعبًا ومريبًا؛ فهناك هيمنة الشك والتعب والخوف. ومع التتابع السريع لآلام يسوع، يتّخذ التلاميذ مواقف مختلفة إزاء المعلّم: موقف الاقتراب، الابتعاد والشك. من المفيد لنا جميعا، أساقفة، كهنة، أشخاصا مكرسين وإكليريكيين أن نتساءل في هذا المكان: مَن أنا أمام ربّي الذي يتألمّ؟ أأنا من بين الذين دعاهم يسوع للسهر معه فناموا، وبدل أن يصلّوا سعوا للهرب وأغمضوا عيونهم أمام الواقع؟ أم أجد نفسي في الذين هربوا خوفًا، وتركوا المعلّم في الساعة الأكثر مأساوية في حياته الأرضية؟ أيوجد في داخلي نفاق، رياء مَن باعه بثلاثين من الفضّة، والذي كان دُعي صديقًا وخان يسوع على الرغم من ذلك؟ أأجد نفسي في الذين كانوا ضعفاء وأنكروه،كبطرس؟"

وقبل أن يغادر الجسمانية، قام قداسة البابا بغرس شجرة زيتون في بستان الجسمانية، كما فعل في الماضي البابا بولس السادس. شجرة زيتون سوف تتحدث خلال القرون المقبلة عن رجاء السلام وشهادة الإيمان التي أراد البابا فرنسيس أن يزرعها بحضوره في هذه الأرض. 

البابا فرنسيس في علية صهيون: هنا ولدت الكنيسة وولدت للخروج

 

القدس، 26 أيار 2014

"إنها لعطيّة كبيرة يمنحنا الله إياها، بأن نجتمع هنا، في العليّة لنحتفل بالافخارستيا. هنا حيث أكل يسوع العشاء الأخير مع الرسل، وحيث بعد أن قام من الموت ظهر في وسطهم، وحيث حل الروح القدس بقوة على مريم والرسل. هنا ولدت الكنيسة وولدت للخروج. من هنا انطلقت، حاملة بيديها الخبز المكسور، وفي عينيها جراح يسوع وفي قلبها روح الحب.
تذكرنا العليّة بالمقاسمة والأخوة والتناغم، بالسلام فيما بيننا. كم من الحب وكم من الخير انبثق من العليّة! كم من المحبة خرجت من هنا كنهر من النبع، يكون في البدء ساقية ليتّسع بعدها ويصبح كبيرًا... من هنا قد استقوا جميع القديسين؛ فنهر القداسة في الكنيسة ينبع دائمًا من هنا، دائمًا ومجددًا من قلب المسيح، من الافخارستيا، من روحه القدوس.
أخيرًا تذكرنا العليّة بولادة العائلة الجديدة، الكنيسة، كنيستنا المقدسة والهيراركية، والمؤسسة من يسوع القائم من الموت. هذا هو أفق العليّة: أفق القائم من الموت والكنيسة. من هنا تنطلق الكنيسة للخروج، تحركها نسمة الروح المحيية."